الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
أخبار

طفرة الذكاء الاصطناعي تضغط على صناعة أجهزة ألعاب الفيديو عالميًا

الثلاثاء 23/ديسمبر/2025 - 02:46 م
ألعاب الفيديو
ألعاب الفيديو

تتعرض صناعة أجهزة ألعاب الفيديو لموجة جديدة من الضغوط، في ظل الانتعاش المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي عالميًا، والذي أدى إلى ارتفاع أسعار رقائق الذاكرة وأشباه الموصلات، ما يهدد بزيادة تكاليف تصنيع أجهزة الألعاب ويضعف قدرتها على تحقيق معدلات نمو قوية خلال الفترة المقبلة.

وتشهد سوق الرقائق الإلكترونية منافسة حادة بين شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث تستحوذ تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ولا سيما مراكز البيانات والحوسبة السحابية، على جزء كبير من إنتاج رقائق الذاكرة عالية الأداء. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار هذه الرقائق، التي تُعد عنصرًا أساسيًا في تصنيع أجهزة ألعاب الفيديو الحديثة، سواء أجهزة الألعاب المنزلية أو المحمولة.

ويأتي هذا التحدي في وقت لم تتعافَ فيه صناعة ألعاب الفيديو بشكل كامل من تداعيات سابقة، شملت اضطرابات سلاسل الإمداد العالمية، وارتفاع تكاليف الشحن، إلى جانب تأثير الرسوم الجمركية والتوترات التجارية في عدد من الأسواق الرئيسية. وأسهمت هذه العوامل مجتمعة في تراجع أو تباطؤ مبيعات أجهزة الألعاب خلال فترات سابقة، قبل أن تواجه الصناعة الآن ضغطًا إضافيًا ناتجًا عن التحول العالمي نحو الذكاء الاصطناعي.

ويرى محللون أن شركات تصنيع أجهزة الألعاب تجد نفسها أمام معادلة صعبة، إذ إن تمرير الزيادة في تكاليف الرقائق إلى المستهلك النهائي قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الأجهزة، ما قد يضعف الطلب، خاصة في ظل الضغوط التضخمية التي تؤثر على القوة الشرائية للمستهلكين في العديد من الدول. وفي المقابل، فإن امتصاص هذه التكاليف سيؤثر سلبًا على هوامش الربحية.

وتزداد حدة المنافسة مع توجه استثمارات ضخمة نحو تطوير معالجات مخصصة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يمنح هذا القطاع أولوية لدى شركات تصنيع الرقائق مقارنة بصناعة أجهزة الألعاب، التي تُعد أقل ربحية نسبيًا. ونتيجة لذلك، قد تواجه شركات الألعاب صعوبات في تأمين إمدادات كافية من الرقائق بأسعار مستقرة.

وفي السياق نفسه، يشير خبراء إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يمثل فقط منافسًا على مستوى الموارد، بل أصبح أيضًا عامل تغيير في سلوك المستهلكين، مع تزايد الاهتمام بالأجهزة الذكية، والتطبيقات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، على حساب الإنفاق الترفيهي التقليدي، بما في ذلك أجهزة الألعاب.

ورغم هذه التحديات، لا تزال بعض الشركات تراهن على الابتكار لتعزيز جاذبية أجهزتها، من خلال دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة اللعب، ورفع كفاءة الرسوميات، وتطوير أنظمة لعب أكثر تفاعلية. إلا أن هذه الاستراتيجية نفسها قد تزيد من الاعتماد على الرقائق المتقدمة، ما يعمّق من تأثير ارتفاع تكاليفها.

ويخلص مراقبون إلى أن مستقبل صناعة أجهزة ألعاب الفيديو سيتوقف إلى حد كبير على قدرة الشركات على التكيف مع التحولات في سوق الرقائق، وإيجاد توازن بين التحكم في التكاليف، وتقديم منتجات قادرة على المنافسة في سوق يشهد هيمنة متزايدة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وسط توقعات باستمرار الضغوط خلال المدى المتوسط.