صندوق النقد الدولي: استمرار تراجع حصة الدولار بالاحتياطيات العالمية.. وصعود قوي لليورو
كشف تقرير حديث صادر عن صندوق النقد الدولي، استنادًا إلى بيانات قاعدة COFER وحسابات خبراء الصندوق، عن تغيرات ملحوظة في هيكل العملات المكونة للاحتياطيات العالمية خلال الربع الثاني من عام 2025 مقارنة بالربع الأول من العام نفسه، حيث أظهرت البيانات أن تحركات أسعار الصرف كانت العامل الحاسم وراء معظم هذه التغيرات.
وأوضحت البيانات أن الدولار الأمريكي سجل أكبر تراجع بين العملات الرئيسية من حيث الحصة في الاحتياطيات العالمية، بانخفاض يقترب من 1.5 نقطة مئوية، وهو تراجع يُعزى في معظمه إلى تأثيرات حركة سعر الصرف، وليس إلى تغييرات هيكلية كبيرة في سلوك البنوك المركزية.
وفي المقابل، حقق اليورو صعودًا لافتًا، مسجلًا زيادة تقارب 1.3 نقطة مئوية في حصته من الاحتياطيات العالمية، مدفوعًا بشكل شبه كامل بارتفاع قيمته أمام العملات الأخرى، ما يعكس تأثير الأسواق المالية أكثر من كونه تحولًا جذريًا في تفضيلات الاحتفاظ بالعملات.

كما أظهرت البيانات تغيرات محدودة في حصص عملات أخرى، من بينها الين الياباني والجنيه الإسترليني والدولاران الأسترالي والكندي، حيث جاءت التحركات طفيفة ومزيجًا بين تأثيرات أسعار الصرف وعوامل أخرى غير مباشرة، أما اليوان الصيني، فقد شهد تغيرًا هامشيًا محدود التأثير مقارنة بالعملات الكبرى.

وأشار صندوق النقد الدولي إلى أن فئة "العملات الأخرى" سجلت زيادة ملحوظة نسبيًا، إلا أنه لا يمكن تفكيك أثر أسعار الصرف عليها بدقة، نظرًا لعدم الإبلاغ عنها بشكل منفصل في بيانات الاحتياطيات الرسمية.
ويعكس هذا التطور أن التغير في حصة الدولار داخل الاحتياطيات العالمية لا يعود بالأساس إلى تخلي البنوك المركزية عنه، بقدر ما يرتبط بتقلبات أسعار الصرف العالمية، وهو ما يؤكد استمرار الدور المحوري للدولار، رغم التحديات والتحولات المتسارعة في النظام النقدي الدولي.
