الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
أخبار

34 مليار دولار في 10 شهور.. إزاي البنك المركزي قلب اللعبة ورجع فلوس التحويلات

الإثنين 22/ديسمبر/2025 - 07:20 ص
تحويلات المصريين
تحويلات المصريين بالخارج

هو إيه اللي حصل فجأة وخلى تحويلات المصريين اللي شغالين بره ترتفع بالشكل ده؟ وليه بعد سنين من القلق والتردد الدولار رجع يدخل البنوك المصرية من بابها الواسع على إيد المصريين في الخارج؟ وهل اللي بنشوفه ده طفرة مؤقتة ولا بداية مرحلة جديدة من الثقة والاستقرار؟.. أسئلة كتير بتدور في دماغ ناس كتير خصوصا بعد الأرقام القياسية اللي أعلنها البنك المركزي واللي خلت التحويلات توصل لمستويات ما حصلتش قبل كده.

الأرقام بتقول إن تحويلات المصريين العاملين بالخارج سجلت حوالي 33.9 مليار دولار خلال أول عشرة شهور من سنة 2025 من يناير لأكتوبر مقارنة بنحو 23.7 مليار دولار في نفس الفترة من السنة اللي فاتت يعني قفزة ضخمة بأكتر من 10 مليارات دولار في أقل من سنة وعلى المستوى الشهري شهر أكتوبر لوحده شهد زيادة بنسبة 26 في المية والتحويلات وصلت لنحو 3.7 مليار دولار ودي أرقام بتأكد إن فيه حاجة اتغيرت فعلا.

السر الحقيقي ورا الارتفاع الكبير ده مش مجرد تحسن ظروف الناس بره لكن الأساس كله راجع للي عمله البنك المركزي خلال الفترة اللي فاتت لأن العامل المصري في الخارج أهم حاجة عنده هي الثقة ثقة إن الفلوس اللي هيبعتها هتوصل بسعر عادل ومن غير تعقيدات ومن غير سوق سودا ومن غير فرق كبير بين السعر الرسمي وسعر الواقع.

أول نقطة محورية كانت تطبيق سياسة سعر صرف مرنة بشكل حقيقي لما السوق شاف إن الدولار بيتحدد بالعرض والطلب وإن السعر واحد في البنوك ومفيش فجوة العاملين بالخارج رجعوا يحولوا من القنوات الرسمية لأن مفيش مكسب من التحويل بره النظام بل بالعكس البنوك بقت الخيار الأسهل والأأمن.

كمان البنك المركزي اشتغل على توفير سيولة دولارية كافية داخل الجهاز المصرفي وده خلاه قادر يلبي طلبات الاستيراد والتحويل من غير تأخير ومع ارتفاع الاحتياطي النقدي لمستويات قياسية الصورة العامة بقت مطمئنة لأي مصري بره بيبعت فلوس لأهله.

ما ننساش كمان دور البنوك نفسها اللي قدمت حوافز حقيقية زي حسابات دولارية بعوائد منافسة وشهادات ادخار مربوطة بالدولار وسهولة في فتح الحسابات وإجراء التحويلات إلكترونيا وكل ده خلى التجربة نفسها مختلفة تماما عن سنين فاتت.

أهمية الزيادة دي مش بس في الرقم لكنها في تأثيرها على الاقتصاد ككل لأن تحويلات المصريين بالخارج تعتبر مصدر مستدام للعملة الأجنبية مش دين ولا استثمار قصير الأجل دي فلوس داخلة كل شهر وبتغذي السوق وبتخفف الضغط على الدولار وبتساعد في تمويل الواردات ودعم الجنيه واستقرار سوق الصرف.

كمان التحويلات بتلعب دور مهم في تحسين مستوى معيشة ملايين الأسر وبتنشط الاستهلاك والاستثمار الصغير وبتخلق دورة اقتصادية جوه البلد وده غير إنها بتدي مساحة أكبر للبنك المركزي في إدارة السياسة النقدية من غير ضغوط حادة.

اللي بنشوفه دلوقتي مش صدفة لكنه نتيجة قرارات صعبة اتاخدت وإصلاحات اتنفذت ورسالة طمأنة وصلت للمصريين بره إن فلوسهم في أمان وإن الجهاز المصرفي رجع قوي وقادر ولو الاستمرار بنفس النهج التحويلات ممكن تبقى أحد أعمدة الاستقرار الاقتصادي الحقيقي في المرحلة الجاية.