2025 عام التقلبات الحادة في «وول ستريت».. صعود قياسي بعد هبوط عنيف
شهدت سوق الأسهم الأمريكية خلال عام 2025 تقلبات غير مسبوقة، جعلته واحدا من أكثر الأعوام اضطرابا في تاريخ «وول ستريت».
تقلبات سوق الأسهم الأمريكية
فقد هوى مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» في أبريل إلى مشارف الدخول في سوق هابطة بسبب الرسوم الجمركية الواسعة التي أعلنتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قبل أن يعاود الارتفاع سريعا بعد تراجع الإدارة عن هذه الإجراءات، مدفوعا بحماس المستثمرين تجاه الذكاء الاصطناعي.
وعكست تحركات «مؤشر التقلبات» (VIX) حالة الذعر في الأسواق، إذ قفز في 8 أبريل فوق مستوى 50 للمرة الأولى منذ جائحة كورونا، وللمرة الثانية فقط منذ الأزمة المالية العالمية. لكن المؤشر سرعان ما تراجع إلى ما دون 20 بحلول مايو، بعد أن قرر ترامب تأجيل فرض الرسوم الجمركية لمدة ثلاثة أشهر، ليستقر عند هذه المستويات حتى الآن.
وقال كيث ليرنر، كبير استراتيجيي الاستثمار في «ترويست»، إن القرارات السياسية الأمريكية تسببت في تقلبات غير مسبوقة في السوق، بحسب «بلومبرج».
ورغم الصدمة، ساعدت التوقعات القوية لأرباح الشركات، المدعومة بإنفاق واسع مرتبط بالذكاء الاصطناعي، على إنقاذ السوق.
وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنحو 16% منذ بداية العام، بعد أن كان متراجعاً 15% في أبريل، ليقترب من تسجيل ثالث عام متتالٍ من المكاسب المزدوجة.
وشهد أبريل موجة خروج حادة للاستثمارات من الصناديق المتداولة في البورصة، كادت تنهي السوق الصاعدة التي استمرت لسنوات.
وسجل صندوق «إنفيسكو كيو كيو كيو» المتتبع لمؤشر «ناسداك 100» أول صافي خروج للأموال خلال سبعة أشهر، وبأسرع وتيرة سحب منذ أكثر من عامين. غير أن تراجع الضغوط البيعية وعودة التفاؤل بعد تخفيف الرسوم الجمركية أعادا التدفقات الإيجابية في مايو.
كما أربكت تقلبات السياسات التجارية توقعات بنوك «وول ستريت»، التي خفّضت أهدافها لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» ثم رفعتها مجددا خلال فترة قصيرة.
وأوضح سام ستوفال، كبير استراتيجيي الاستثمار في «سي إف آر إيه»، أن عام 2025 اختصر المدة التاريخية لتعافي السوق من التصحيح إلى شهرين فقط، مقارنة بنحو أربعة أشهر في العادة.
في موازاة ذلك، تصاعدت المخاوف من فقاعة تقييمات، خاصة في قطاع التكنولوجيا وأشباه الموصلات، مع وصول مضاعفات الربحية إلى أعلى مستوياتها منذ الجائحة.
ورغم تحذيرات مستثمرين بارزين مثل هوارد ماركس، لا يزال الجدل قائماً، إذ ترى مؤسسات كبرى أن طفرة الذكاء الاصطناعي لم تصل بعد إلى مرحلة الفقاعة.
وتزايدت أيضاً مخاطر تركز السوق، حيث تمثل أكبر 10 شركات قرابة 40% من وزن المؤشر، ما أثر سلبا في أداء مديري الصناديق النشطة، إذ لم يتفوق سوى 22% منهم على المؤشر خلال العام.
ورغم تعافي «وول ستريت» من خسائر أبريل، فإن الأسهم الأمريكية ما زالت متأخرة عن نظيراتها العالمية، مع تفوق أسواق كندا وأوروبا وآسيا، في ظل حالة عدم اليقين السياسي وتراجع الدولار.


