السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
تحليل

أخرهم المصري محمد منصور.. هجرة المليارديرات من لندن | هل تفقد بريطانيا جاذبيتها للأثرياء؟

السبت 20/ديسمبر/2025 - 08:46 م
محمد لطفي منصور
محمد لطفي منصور

في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه المملكة المتحدة، أصبحت هجرة الأثرياء والمليارديرات من لندن موضوعًا ساخنًا يثير تساؤلات حول مستقبل بريطانيا كمركز مالي عالمي، وآخر هؤلاء المهاجرين هو الملياردير المصري البريطاني محمد منصور، الذي نقل إقامته إلى مصر مؤخرًا، مضيفًا إلى قائمة طويلة من الأثرياء الذين يغادرون البلاد.

وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض الأسباب والإحصاءات لمغادة الأثرياء من بريطانيا، ونحلل ما إذا كانت بريطانيا تفقد جاذبيتها للأثرياء.

من هو محمد منصور ولماذا غادر بريطانيا؟

ومحمد منصور، البالغ من العمر 77 عامًا، هو رجل أعمال مصري بريطاني يرأس مجموعة منصور، وهي إمبراطورية تجارية تبلغ قيمتها 6 مليارات دولار أمريكي، وتشمل توزيع سيارات جنرال موتورز واستثمارات في مجالات متنوعة.

ةمنصور، الذي حصل على الجنسية البريطانية، شغل منصب وزير النقل في مصر بين 2006 و2009 تحت حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وكان مانحًا بارزًا للحزب المحافظ البريطاني، حيث تبرع بـ5 ملايين جنيه إسترليني (حوالي 6.7 مليون دولار) في 2023، كما شغل منصب أمين الصندوق الأعلى للحزب.

وقرر منصور نقل إقامته الرسمية من المملكة المتحدة وتحديدًا لندن إلى مصر، كما أظهرت سجلات الشركات.

ويأتي هذا الرحيل في سياق إصلاحات ضريبية بريطانية تستهدف الأثرياء غير المقيمين (non-domiciled)، بما في ذلك قاعدة 2024 التي تفرض ضرائب على الدخل الأجنبي بعد أربع سنوات من الإقامة في المملكة المتحدة، بدلاً من أكثر من عقد سابقًا.

كما تعهد حزب العمال بإنهاء الإعفاءات الضريبية على التركات في الصناديق الأجنبية، حيث يعتقد أن هذه التغييرات هي السبب الرئيسي لغادر منصور، الذي كان مقيمًا في بريطانيا منذ 2016 على الأقل.

وهذا الرحيل ينضم إلى آخرين مثل ترويلس هولش بوفلسن، مؤسس شركة بيستسيلر، الذي عاد إلى الدنمارك، وفريدريك دي ميفيوس من عائلة مؤسسي أنهاوزر بوش إنبيف، الذي انتقل إلى بلجيكا في 2025.

أسباب هجرة الأثرياء من لندن في 2025

وتشير التقارير إلى أن هجرة الأثرياء من بريطانيا ليست حدثًا معزولاً، بل جزء من اتجاه أوسع، والسبب الرئيسي هو الإصلاحات الضريبية التي رفعت نسبة الضرائب كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي إلى أعلى مستوياتها منذ 1947، حيث ارتفعت من 32% قبل 20 عامًا إلى 37% اليوم.

كما أدى إلغاء حالة غير المقيم (non-dom) إلى فرض ضرائب على الدخل العالمي، مع تمديد ليشمل جميع الأصول العالمية بعد 10 سنوات، أضافة إلى ذلك زيادة ضريبة الميراث، الضرائب الرجعية على الصناديق، وفرض 15% ضريبة قيمة مضافة على المدارس الخاصة.

وبالإضافة إلى الضرائب، يلعب بريكست دورًا في فقدان الجاذبية، حيث أدى إلى نقل بعض الأنشطة المالية مثل يوروكلير خارج البلاد، مع انخفاض مؤشر FTSE 100 بنسبة 1% بالدولار خلال العقد الماضي، مقارنة بنمو 183% لمؤشر S&P 500 في الولايات المتحدة.

كما أغلقت بريطانيا برنامج تأشيرة المستثمرين Tier 1 في 2022، مما قلل من تدفق الأثرياء الجدد، في حين أن الجرائم العالية، عدم النمو الاقتصادي، والعدم الاستقرار السياسي تحت حكومة حزب العمال يعززون هذا الاتجاه.

الملياردير محمد منصور

بريطانيا تفقد الأثرياء في 2025

ووفقًا لتقرير هينلي للهجرة الخاصة بالثروة 2025، من المتوقع أن تفقد المملكة المتحدة صافي 16,500 مليونير في 2025، مع نقل ثروة تقدر بـ91.8 مليار دولار أمريكي، وهو أعلى معدل في العالم.

وهذا يمثل زيادة بنسبة 157% عن 2023، حيث غادر 10,800 مليونير في 2024.

وعلى مدى العقد الماضي، انخفض عدد المليونيرات في بريطانيا بنسبة 9%، بينما ارتفع عالميًا بنسبة 40% في أكبر 10 دول اقتصادية.

ولندن، التي كانت من أفضل خمس مدن ثراءً، سقطت خارج هذه القائمة في 2025، مع تركز الاستثمارات في العقارات الفاخرة، التكنولوجيا، والمشاريع المستدامة.

الوجهات الشائعة للأثرياء المهاجرين من بريطانيا

ويتوجه معظم المهاجرين إلى دول تقدم إعفاءات ضريبية جذابة، الإمارات العربية المتحدة (دبي) تستقبل 10,000 مليونير في 2025، بفضل عدم وجود ضريبة دخل أو ميراث.

والولايات المتحدة تجذب 7,500 مليونير مع ثروة 43.7 مليار دولار، بفضل نموها الاقتصادي.

وإيطاليا تقدم ضريبة ثابتة على الدخل العالمي دون ضرائب ثروة أو ميراث، بينما سويسرا وموناكو والبرتغال توفر معاملة تفضيلية للعملات الرقمية والاستثمارات.

وبعض الأثرياء يعودون إلى بلدانهم الأصلية، مثل منصور إلى مصر، أو بوفلسن إلى الدنمارك.

هل هجرة المليارديرات حقيقية أم مبالغة إعلامية؟

ورغم الإحصاءات، يرى بعض الخبراء أن الهجرة مبالغ فيها، وشبكة العدالة الضريبية تقول إن معدل هجرة المليونيرات أقل من 1% سنويًا منذ 2013، وأن تقارير هينلي تعتمد على بيانات غير شفافة مثل ملفات لينكدإن، التي تركز على المليارديرات فحسب.

وفي 2024، غادر أقل من 0.3% من المليونيرات، ومعظم المليونيرات (75% في بريطانيا) يعتمدون على منازلهم كأصول رئيسية، لا يغادرون بسهولة.

كما أن 80% من المليونيرات البريطانيين يدعمون ضرائب الثروة، مما ينفي فكرة الرحيل الجماعي بسبب الضرائب.

التأثير على اقتصاد بريطانيا ومستقبلها

وتؤدي الهجرة إلى خسارة إيرادات ضريبية واستثمارات، حيث ينقل المهاجرون 66 مليار جنيه إسترليني في أصول سائلة في 2025.

وهذا يعزز الركود الاقتصادي، مع ارتباط تركيز الثروة بانخفاض الإنتاجية وزيادة الديون الأسرية، ومع ذلك، يرى المدافعون عن الضرائب أنها تعزز العدالة، حيث تضرب الثروة المجموعة (مثل الأرباح والإيجارات) بضرائب أقل من الدخل المكتسب.