عملاق الصناعات التركية أسيلسان يدخل مصر.. تحالف يقلب موازين القوى في المنطقة

هو ايه اللي بيحصل في الصناعات الدفاعية في المنطقة؟ وليه اسم تركي تقيل زي شركة أسيلسان يقرر يثبت رجله في مصر في التوقيت ده؟ وهل احنا قدام تعاون عادي ولا تحالف استراتيجي ممكن يقلب موازين القوى ويغير خريطة التصنيع العسكري في الشرق الأوسط كلها؟

الخبر اللي هز دوائر الصناعة والدفاع إن شركة أسيلسان التركية واحدة من أكبر عمالقة الصناعات الدفاعية في العالم أعلنت رسميا افتتاح مكتب تمثيلي إقليمي ليها في مصر تحت اسم أسيلسان ايجيبت.. خطوة مش شكلية ولا بروتوكولية لكن خطوة محسوبة بعناية ووراها رسائل سياسية وعسكرية واقتصادية تقيلة وبتقول إن القاهرة بقت مركز جذب حقيقي لصناعات الدفاع المتقدمة.

الإعلان جه على لسان أحمد أكيول المدير العام لأسيلسان بعد مشاركة الشركة في معرض الدفاع المصري ايدكس 2025  في القاهرة..  المعرض اللي شهد مشاركة كبيرة من حوالي تمانين شركة تركية وده في حد ذاته مؤشر إن العلاقات بين مصر وتركيا دخلت مرحلة مختلفة تماما مرحلة شراكة مش مجرد تبادل مصالح عابر.

وجود مكتب دائم لأسيلسان في مصر معناه إن الشركة مش جاية تبيع وتمشي..  لكنها جاية تشتغل من جوه السوق المصري وتقدم دعم فني مباشر للقوات المسلحة المصرية وتشتغل مع شركات محلية وتدخل في مشاريع تطوير وتصنيع مشترك وده بيفتح الباب لتوطين تكنولوجيا دفاعية كانت لحد وقت قريب بعيدة عن متناول كتير من الدول.

المهم هنا إن التعاون مش هيقف عند الدعم الفني أو الصيانة لكن داخل على تطوير وإنتاج أنظمة دفاعية مشتركة بتستفيد من خبرة أسيلسان الكبيرة في الإلكترونيات العسكرية والرادارات وأنظمة القيادة والسيطرة وفي نفس الوقت بتعتمد على القدرات التصنيعية المصرية المتقدمة خاصة في مصانع الهيئة العربية للتصنيع وغيرها.

أحمد أكيول أكد إن الشركة وقعت اتفاقيات أولية مع تلات شركات مصرية ودي خطوة أولى لتحويل التعاون ده لإنتاج مشترك طويل الأمد والأهم إن الإعلان الرسمي عن أول منتجات دفاعية مشتركة هيتم في معرض ايدكس الفين سبعة وعشرين وده معناه إن اللي بيحصل دلوقتي مش كلام لكن شغل على الأرض.

التطور ده ما جاش من فراغ العلاقات العسكرية بين مصر وتركيا شهدت نقلة كبيرة من الفين تلاتة وعشرين بعد عودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة وتبادل الزيارات الرئاسية وده انعكس مباشرة على التعاون في ملفات حساسة زي الدفاع والتصنيع العسكري وده مجال مفيش فيه مجاملات ولا قرارات عاطفية.

من زاوية مصر التعاون مع أسيلسان بيوفر نقل معرفة حقيقي وفرص عمل ويقوي الاكتفاء الذاتي ويقلل فاتورة الاستيراد العسكري وبيفتح مجال للتصدير المشترك كمان ومن زاوية تركيا فمصر بوابة ضخمة للأسواق الأفريقية والعربية وقاعدة تصنيع قوية بتكلفة تنافسية.

احنا قدام مشهد جديد بيتشكل تحالف صناعي دفاعي تقيل لاعب إقليمي كبير مع دولة عندها جيش قوي وقاعدة صناعية ضخمة وده معناه إن السنوات الجاية ممكن نشوف منتجات دفاعية تحمل بصمة مصرية تركية مشتركة وده لوحده كفيل يغير حسابات كتير في المنطقة ويأكد إن مصر مش بس مستهلك سلاح لكن لاعب أساسي في صناعته.