الجمعة 12 ديسمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
سيارات

بورش تعيد حساباتها في الصين بعد صدمة السيارات الكهربائية المنافسة

الجمعة 12/ديسمبر/2025 - 03:23 م
بورش
بورش

تشهد بورش واحدة من أصعب مراحلها في السوق الصينية، أكبر أسواق السيارات الكهربائية في العالم، بعد تراجع ملحوظ في مبيعاتها وتغيّر سريع في تفضيلات المستهلكين، في ظل منافسة شرسة من الشركات الصينية الصاعدة التي باتت تقود الابتكار في قطاع السيارات. فخلال عام 2024، هبطت مبيعات بورش بنسبة 28% لتسجّل 56,887 سيارة فقط، ومع نهاية الربع الثالث من 2026، تواصل الهبوط بمعدل إضافي بلغ 26%، ما يشير إلى تحديات متصاعدة تواجه العلامة الألمانية العريقة.

الرئيس التنفيذي لبورش في الصين، ألكسندر بوليش، أقرّ خلال تصريحات لصحيفة Automobilwoche الألمانية بأن السوق تغيّر بوتيرة تفوق قدرة الشركات الأوروبية على المواكبة، مؤكداً أن "سرعة الابتكار في الصين مذهلة". وأشار بوليش إلى أن طراز تايكان الكهربائي كان ناجحاً عند إطلاقه، لكن دخول عشرات الشركات الصينية بموديلات كهربائية مبتكرة وبأسعار أقل جذبت العملاء بسرعة كبيرة، مُحدثة تحولًا جذريًا في سوق السيدان الكهربائية.

ومع هذا التراجع، بدأت بورش في تقليص حضورها داخل الصين؛ فانخفض عدد المعارض من 150 معرضًا عام 2024 إلى 120 معرضًا حاليًا، مع خطط لتخفيض العدد إلى 80 معرضًا فقط خلال العام المقبل. وتعوّل الشركة على الموديلات التقليدية بمحركات الاحتراق لإنعاش مبيعاتها، إذ أعلنت نيتها استبدال ماكان الكهربائية بنسخة جديدة تعمل بالبنزين، كما ستطرح السيارة الثلاثية الصفوف الجديدة بمحركات تقليدية بدلًا من الاعتماد الكامل على الكهرباء، في خطوة تعكس مراجعة عميقة لاستراتيجيتها.

ورغم ذلك، لا تتخلى بورش عن إستراتيجيتها الكهربائية بالكامل؛ فهي تستعد لإطلاق كايين الكهربائية في السوق الصينية، إلى جانب الجيل الجديد من طراز 718 الكهربائي، والذي تؤكد الشركة أنه سيكون "فريدًا رياضيًا" مقارنة بالموديلات المنافسة. وفي المقابل، ستستمر بوكستر وكايمان بمحركات احتراق داخلي، لكن للفئات الأعلى فقط.

بوليش حذّر من أن عام 2026 سيكون عامًا صعبًا، بالنظر إلى أن معظم الطرازات الجديدة التي تعتمد عليها بورش لن تصل إلى السوق قبل نهاية العقد. كما استبعد إطلاق علامة فرعية جديدة داخل الصين، مثل التجربة السابقة لأودي، مؤكدًا أن هذا الاتجاه غير مناسب في ظل الظروف الحالية. كما تم استبعاد فكرة التجميع المحلي داخل الصين بسبب ارتفاع التكاليف وضعف الجدوى الاقتصادية.

بورش

التحديات لا تخص بورش وحدها؛ فشركات أوروبية أخرى تواجه الموقف ذاته. فقد تراجعت مبيعات بي إم دبليو (وميني) بنسبة 13%، ومرسيدس 7%، وأودي 10.9% خلال العام الماضي. ويرجع ذلك إلى القفزة التقنية التي حققتها الشركات الصينية في مجال السيارات الكهربائية، وقدرتها على تقديم طرازات عالية الجودة بأسعار منافسة.

ويبدو أن اعتماد بورش الكبير على السيارات الكهربائية في توقيت يشهد تسارعًا ساحقًا من جانب الشركات الصينية جعل المنافسة أكثر صعوبة. ومع ذلك، ترى الشركة أن العودة إلى محركات الاحتراق قد تكون ورقة الإنقاذ خلال السنوات القادمة، في انتظار جاهزية الجيل الجديد من السيارات الكهربائية القادرة على مواجهة الابتكار الصيني المتسارع