ميناء دمياط يشهد تداول 31 سفينة خلال 24 ساعة
يشهد ميناء دمياط حالة من النشاط الملحوظ في حركة السفن وحجم المناولة، حيث كشف تقرير صادر عن الهيئة المختصة بالميناء عن تسجيل تداول 31 سفينة من سفن الحاويات والبضائع العامة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما يعكس استمرار الزخم التشغيلي الذي يشهده واحد من أهم الموانئ المصرية على البحر المتوسط.
وبحسب التقرير، فقد استقبل الميناء 14 سفينة جديدة خلال اليوم الأخير، في حين غادرت 8 سفن بعد استكمال عمليات الشحن والتفريغ، ليصل إجمالي السفن المتواجدة داخل الأرصفة والمناطق الملاحية إلى 31 سفينة. وتمثل هذه الحركة المتزايدة مؤشرًا واضحًا على ارتفاع حجم الطلب على الخدمات اللوجستية التي يوفرها الميناء خلال الفترة الأخيرة، ومدى قدرته على استيعاب التدفقات البحرية المتزايدة.
ومن بين السفن المتداولة، برزت السفينة (RUFIYA) التي ترفع علم بنما، حيث يبلغ طولها 225 مترًا وعرضها 32 مترًا، وهي من السفن ذات التجهيزات الحديثة والقدرة الكبيرة على نقل الحاويات والبضائع العامة. وقد نجحت الأطقم الفنية بالميناء في استكمال إجراءات دخول السفينة وتوجيهها إلى الرصيف المخصص وفق أعلى معايير الأمان، تمهيدًا للبدء في عمليات الشحن والتفريغ.
ويواصل ميناء دمياط دوره الحيوي كمركز لوجستي رئيسي في مصر والمنطقة، إذ يمثل نقطة محورية لخطوط الملاحة العالمية، ويتميز ببنية تحتية متطورة وخدمات ملاحية متكاملة. وقد أسهمت الاستثمارات الحكومية في السنوات الماضية في تعزيز قدراته من خلال تحديث الأرصفة، ورفع كفاءة منظومة الرافعات، وتطوير ساحات التخزين، مما مكّنه من التعامل مع أعداد كبيرة من السفن بكفاءة عالية.
كما يستمر الميناء في العمل وفق منظومة إلكترونية متكاملة تسهم في تسريع الإجراءات الجمركية واللوجستية، وتقليل زمن انتظار السفن، مما يعزز ثقة شركات الملاحة العالمية في الاعتماد على الميناء كنقطة رئيسية لحركة التجارة بين الشرق والغرب. وتعد هذه المنظومة جزءًا من خطة التحول الرقمي التي تتبناها الدولة في قطاع النقل البحري، والتي تهدف إلى تحسين جودة الخدمات وتعزيز القدرة التنافسية للموانئ المصرية على المستوى الإقليمي والدولي.
إلى جانب حركة السفن، يواصل الميناء تحقيق معدلات تداول مرتفعة للحاويات، خاصة مع دخول خطوط ملاحية جديدة وزيادة حجم البضائع العامة، بما في ذلك السلع الاستراتيجية، ومواد البناء، والمنتجات الزراعية، والسلع التصديرية المختلفة. وتعمل إدارة الميناء بشكل مستمر على التنسيق مع الجهات الحكومية والشركاء المحليين والدوليين لضمان انسيابية حركة البضائع وعدم تعطل الإجراءات، بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتسهيل حركة التجارة الخارجية.
ويشير هذا النشاط المتنامي إلى المكانة المتقدمة التي يحتلها ميناء دمياط في منظومة الموانئ المصرية، خاصة مع المشروعات التوسعية التي يتم العمل عليها، ومن بينها زيادة أعماق الممرات الملاحية، وتوسعة ساحات التداول، وإنشاء محطات جديدة مخصصة للحاويات والبضائع العامة. وتأتي هذه الجهود في إطار استراتيجية الدولة لتطوير قطاع النقل البحري، وتعظيم العائد الاقتصادي من الموانئ، وتحويلها إلى مراكز لوجستية إقليمية قادرة على جذب المزيد من الاستثمارات والشركات العالمية.
ويعكس ارتفاع معدل التداول خلال اليوم الماضي مرونة الميناء وقدرته على التعامل مع الطلب المرتفع على خدماته، خاصة مع زيادة حركة التجارة العالمية وارتفاع مستويات التبادل التجاري بين مصر وأسواق العالم المختلفة. ومن المتوقع أن يشهد الميناء خلال الفترة المقبلة مزيدًا من الزيادة في حركة السفن بالتزامن مع قرب انتهاء العام وارتفاع نشاط شحن البضائع الموسمية.
