ارتفاع صادرات بكين إلى أعلى مستوياتها يدفع عجلة الاقتصاد الصيني للاستقرار
سجلت العاصمة الصينية بكين أداءً اقتصاديًا استثنائيًا خلال الأشهر الإحدى عشرة الأولى من العام الجاري، بعدما حققت صادراتها أعلى مستوى تاريخي لها في نفس الفترة، في مؤشر واضح على قوة القطاع الصناعي والتجاري في مواجهة التباطؤ الاقتصادي العالمي. وبلغ إجمالي القيمة التجارية الخارجية للسلع في بكين نحو 2.93 تريليون يوان، وهو ما يعكس استمرار نمو الأنشطة التجارية وقدرتها على تعزيز موقعها كمركز اقتصادي محوري ضمن الاقتصاد الصيني.
ووفق البيانات الرسمية، بلغت قيمة الصادرات 568.35 مليار يوان، محققة زيادة ملحوظة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، الأمر الذي يعكس تحسن الطلب الخارجي على المنتجات الصينية وبشكل خاص المنتجات ذات القيمة المضافة العالية. ويعكس هذا النمو مدى نجاح سياسات بكين في توجيه الصناعات نحو التكنولوجيا والابتكار ورفع القدرة التنافسية للمنتجات في الأسواق العالمية.
ويأتي هذا الأداء في وقت يواجه فيه الاقتصاد العالمي تحديات كبيرة، من بينها تباطؤ سلاسل الإمداد الدولية وتراجع الطلب في عدد من الأسواق الكبرى. إلا أن بكين استطاعت، وفق محللين اقتصاديين، الحفاظ على زخم صادراتها بفضل التوسع المستمر في الصناعات المتقدمة، ودعم الشركات المحلية في مجالات الإلكترونيات، والأجهزة الذكية، وصناعات التكنولوجيا الحيوية، إضافة إلى تعزيز خدمات الدعم اللوجستي.
كما ساهمت سياسات الحكومة الصينية في دعم التجارة الخارجية من خلال توسيع اتفاقيات الشراكة وتعزيز التعاون التجاري مع أسواق نامية ومتقدمة على حد سواء. وشهدت الفترة الأخيرة توسعًا في المعارض التجارية الدولية التي تستضيفها بكين، والتي لعبت دورًا مهمًا في فتح أسواق جديدة أمام المنتجات الصينية.
وفي المقابل، سجلت الواردات أيضًا أداءً مستقرًا، مما يعكس استمرار الطلب المحلي على المواد الخام والمعدات الصناعية اللازمة لتطوير القطاعات الإنتاجية. ويشير هذا التوازن بين الصادرات والواردات إلى استمرار النشاط الصناعي بوتيرة قوية، رغم الضغوط الخارجية المرتبطة بأسعار الطاقة وتقلبات السوق العالمية.
ويرى خبراء اقتصاد أن النتائج المحققة خلال أول 11 شهرًا من العام تمثل مؤشرًا قويًا على اتجاه اقتصاد العاصمة نحو مزيد من الاستقرار، مؤكدين أن ارتفاع الصادرات يعزز قدرة الصين على الحفاظ على معدلات نمو قوية، خاصة في ظل التحديات العالمية الراهنة. كما يتوقع الخبراء أن يواصل قطاع التجارة الخارجية دوره الحيوي خلال الفترة المقبلة، مع استمرار الحكومة في تنفيذ إجراءات لدعم الأعمال التجارية وتحسين بيئة الاستثمار.
وتشير التوقعات إلى أن بكين مرشحة لإنهاء العام بأداء اقتصادي متقدم مقارنة بالاقتصادات الكبرى الأخرى، وهو ما يعزز موقع الصين كفاعل رئيسي في التجارة الدولية، ويدعم الجهود الرامية إلى تعزيز الابتكار وزيادة الاعتماد على الصناعات عالية التقنية.
