المشاط: شراكات دولية لتعزيز صمود النظم الغذائية ومواجهة آثار التغير المناخي

ألقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، الكلمة الافتتاحية خلال حفل إطلاق النسخة الخمسين من تقرير سياسات الغذاء العالمية 2025 الصادر عن المعهد الدولي لبحوث سياسات الغذاء (IFPRI)، إلى جانب الاحتفال بمرور عشر سنوات على افتتاح مكتب المعهد في القاهرة. وجاء الحدث تحت رعاية الوزارة، وبالتعاون مع المبادرة الدولية لتقييم الأثر (3ie)، وبحضور كبار ممثلي المؤسسات الوطنية والدولية، من بينهم الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ومعهد التخطيط القومي وعدد من الشركاء الإقليميين والدوليين.

وأكدت الدكتورة رانيا المشاط في كلمتها – التي ألقتها عبر الفيديو – أن العالم شهد تقدمًا ملحوظًا في جهود الحد من الجوع، مشيرة إلى انخفاض المعدلات العالمية من 8.5% في عام 2023 إلى 8.2% في 2024، إلا أن هذه المكاسب ما تزال هشة وتتطلب مزيدًا من التضامن الدولي لتعزيز تحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة، والمتمثل في القضاء على الجوع وتحقيق الأمن الغذائي وتعزيز الزراعة المستدامة.

سوفت بنك تدرس شراء "سويتش" مقابل تقييم 50 مليار دولار لتعزيز قدراتها الحاسوبية

حصاد الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية: اعتماد دولي لدليل معايير مراكز العلاج الطبيعي بنسبة تطابق 99.2%

وأوضحت الوزيرة أن مصر تواصل تنفيذ جهود واسعة لتعزيز منظومة الأمن الغذائي من خلال التوسع في الرقعة الزراعية، والارتقاء بمستوى المعيشة في المناطق الريفية، وإطلاق برامج داعمة للنظم الغذائية والزراعية المستدامة. وأضافت أن مصر تضع الأمن الغذائي في قلب سياساتها المناخية عبر الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، ومبادرات نوعية مثل مبادرة "نُوَفِّي"، التي تعزز التكامل بين العمل المناخي والجهود التنموية.

وأشارت المشاط إلى أن الشراكات الدولية لعبت دورًا مهمًا في تعزيز قدرة مصر على مواجهة التقلبات الغذائية والمناخية، موضحة أن التعاون مع الشركاء الأوروبيين خلال العام الحالي أسفر عن إطلاق مشروع جديد لتعزيز القدرة على الصمود الغذائي، يركز على دعم منظومة تخزين الحبوب وتعزيز الاحتياطي الاستراتيجي.

كما لفتت الوزيرة إلى أن الدولة تعمل على تعميق صمود سلاسل القيمة الزراعية من خلال دعم صغار المزارعين، وتوسيع نطاق الممارسات الزراعية الذكية مناخيًا، وتطوير منظومات التخزين واللوجستيات والتجارة، بما يضمن استدامة الإمدادات وتعزيز الإنتاجية، خاصة في ظل التحديات العالمية المتصاعدة.

ونوهت المشاط بالدور المحوري الذي لعبه مكتب IFPRI بالقاهرة خلال السنوات العشر الماضية، باعتباره شريكًا موثوقًا للحكومة في تقديم الدراسات والتحليلات التي أسهمت في دعم النقاشات الوطنية حول السياسات الغذائية والزراعية. وأكدت أن تقرير سياسات الغذاء العالمية لعام 2025 يقدّم رؤية شاملة حول مستقبل نظم الأغذية، والمرونة المناخية، والتحول الزراعي، فضلًا عن تحليلات معمقة تتناول الجوانب الاجتماعية والاقتصادية المؤثرة في مسارات التنمية العالمية.

واختتمت الوزيرة كلمتها بالتأكيد على أن ما يتضمنه التقرير من رؤى وأدلة سيظل أداة مهمة لصانعي السياسات في تعزيز تخصيص الموارد وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة، موجهة التهنئة إلى المعهد الدولي لبحوث سياسات الغذاء بمناسبة إصدار النسخة الذهبية من التقرير، وإلى مكتب القاهرة بمناسبة مرور عقد كامل على مساهماته المؤثرة في دعم السياسات الغذائية والتنموية في مصر والمنطقة.