"التنين الصيني" يسيطر على السويس.. بكين تستحوذ على 50% من إجمالي الاستثمارات في المنطقة الاقتصادية
في السنين اللي فاتت، وإحنا بنتفرج على سباق الدول الكبيرة على الاستثمار في مصر، فجأة لقينا "التنين الصيني" داخل بقوة.. وخصوصًا في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، منطقة كانت مجرد حلم على الورق، وبقت دلوقتي واحدة من أهم ساحات الاستثمار في الشرق الأوسط.
النهاردة هنسافر سوا لجوه المنطقة دي ونشوف إزاي الشركات الصينية بقت اللاعب الأكبر فيها، وليه أصلاً الصين مركزة هناك، وإزاي ده بينعكس على الاقتصاد المصري.
المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بقت في آخر كام سنة واحدة من أكتر المناطق الجاذبة للاستثمارات في مصر وفي العالم كله، ووسط كل الجنسيات اللي دخلت تستثمر هناك، الصينيين قدروا ياخدوا لقب "اللاعب الأكبر" بعد ما استحوذوا على نص الاستثمارات الأجنبية اللي دخلت المنطقة خلال حوالي تلات سنين ونص، إحنا بنتكلم على رقم ضخم.. من إجمالي 11.6 مليار دولار، نصهم تقريبًا بقي صيني!
طب ليه شركات الصين مهتمة قوي بالمنطقة دي تحديدًا؟ الموضوع بسيط المنطقة الاقتصادية لقناة السويس موقعها استراتيجي بشكل يخلي أي شركة تحلم إنها تكون هناك، مكان على واحد من أهم طرق التجارة في العالم، بنية تحتية قوية، موانئ متصلة بمناطق صناعية جاهزة تشتغل بكرة الصبح، وحوافز للمستثمرين تخلي أي شركة تفكر مرتين قبل ما تروح مكان تاني
الصين شايفة المنطقة دي محطة ذهبية ضمن خطتها الكبيرة.. مبادرة الحزام والطريق، الصين بقالها سنين شغّالة على إنها تمد نفوذها التجاري في العالم، وقناة السويس بالنسبة لهم نقطة مفتاح، علشان كده شوفنا الشركات الصينية بتزود استثماراتها هناك سنة ورا سنة
ومن ضمن الحاجات اللي بتبين مدى قوة وجود الصين، منطقة "تيدا" الصينية اللي جوه المنطقة الاقتصادية، المنطقة دي بقت زي مستعمرة صناعية صغيرة.. أكتر من 200 مشروع صناعي ولوجستي وخدمي شغالين هناك باستثمارات تعدّي الـ3 مليار دولار! غير كمان منطقة القنطرة غرب اللي فيها استثمارات صينية بحوالي 700 مليون دولار.. وكل ده بيكبر وبيزيد
واللي بيحصل بيدي إشارة مهمة إن العلاقة الاقتصادية بين مصر والصين بقت أقوى من أي وقت، ومش بس في مشاريع مصانع، لكن كمان في نقل تكنولوجيا، تدريب عمالة، وإنشاء مناطق صناعية جديدة بتنافس مناطق عالمية
والميزة إن المنطقة الاقتصادية نفسها بقت مستعدة تستقبل أكتر وأكتر كل يوم بتجهز بنية تحتية جديدة، بتسهل على الشركات إجراءات التشغيل، وبتعمل خطط لتوطين الصناعة علشان بدل ما نستورده، يتعمل عندنا، يعني مع الوقت ممكن نشوف منتجات مكتوب عليها "صنع في مصر" لكن بجودة وتكنولوجيا صينية.
كمان الصين مش دخلة بخجل لأ، دي جاية بقطاعات صناعة ثقيلة ومتقدمة. مقاطعة زي جيانغسو لوحدها فيها 16 قطاع تصنيع كبير، ومناطق تنمية رسمية كتير، وشركاتها بدأت توسع وجودها في السوق المصري بشكل واضح، وده باين من قيمة التعاقدات اللي وصلت لـ240 مليون دولار من المقاطعة دي بس
وفي النهاية وجود الصين في المنطقة الاقتصادية مش بس أرقام. ده وجود عملي، مصانع، شغل، توطين صناعات، فرص استثمار، ونقل خبرات، "التنين الصيني" مش جاي يزور لأ، باين إنه ناوي يستقر.
