30 مليون سائح.. كيف تقترب مصر من هدفها السياحي قبل الموعد؟
تتحرك السياحة المصرية بسرعة تفوق الخطط الموضوعة، مع إعلان شريف فتحي وزير السياحة والآثار عن إمكانية الوصول إلى 30 مليون سائح في 2030، إذا استمرت المؤشرات الحالية بالصعود نفسه، ورغم التوترات الجيوسياسية عالميًا، تمكن القطاع العام الماضي من تسجيل زيادة 7% في أعداد السائحين، فيما تشير تقديرات العام الجاري إلى الاقتراب من 19 مليون زائر، وزيادة ملحوظة في متوسط الإنفاق.
في هذا التقرير نستعرض كيف تقترب مصر من هدفها السياحي قبل الموعد المحدد؟
استراتيجية التنوع غير المنافس
تعمل وزارة السياحة على دمج أنماط السياحة في رحلة واحدة، شاطئية وثقافية وترفيهية، مستفيدة من شبكة طرق تم تطويرها مؤخرًا لتسهيل الانتقال بين المقاصد.
ولم تعد أدوات الترويج تقليدية؛ فالخطة التسويقية الحالية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مع إعداد برامج تسويق مستقلة لكل سوق وفق شرائح مستهدفة أكثر قدرة على السفر.
عودة بريق السياحة الثقافية
كما استعادت السياحة الثقافية ريادتها بعد أن سجلت المتاحف والمواقع الأثرية أربعة ملايين زائر أجنبي إضافي خلال العام، وهو مؤشر على عودة الاهتمام العالمي بالإرث المصري.
وأصبح المتحف المصري الكبير أيقونة لهذا الزخم بعد افتتاحه رسميًا بإقبال غير مسبوق، دفع الوزارة إلى تطبيق نظام الحجز الإلكتروني وتحديد مواعيد الزيارة للحفاظ على جودة التجربة.
و أطلقت المنصة الإلكترونية “رحلة” لتنظيم الزيارات المدرسية وربط الأجيال الجديدة بالتراث الوطني.
كما جاء مشروع تحسين تجربة الزيارة بمنطقة أهرامات الجيزة ليعيد التوازن بين تقديم منتج حديث وبين الحفاظ على الأثر بوصفه أصل الحكاية.
ترميم وصيانة مستمرة للحفاظ على القيمة
فيما ينفذ المجلس الأعلى للآثار ما بين 40 إلى 50 مشروع ترميم وصيانة سنويًا في مختلف المحافظات، بغض النظر عن حجم الزيارات، لضمان حماية المواقع الأثرية بعيدًا عن منطق العائد السريع.
وتحوّل التوسع في عدد السائحين إلى مشروع قومي، بعد اتفاق وزراء السياحة والاستثمار والإسكان على تشكيل مجموعة عمل مشتركة لوضع خطة وطنية للاستثمار السياحي تستهدف مضاعفة أعداد السائحين خلال السنوات المقبلة.
شكل الخطة الجديد
وتقوم الخطة الجديدة على التسريع المسبق للموافقات الخاصة بأراضي المشروعات السياحية، وإصدار التراخيص قبل طرح الأراضي على المستثمرين وتسعير واضح ومثبت للأراضي والرسوم الخاصة بالمشروعات الفندقية.
وأكد وزير السياحة أن تحفيز الاستثمار السياحي يعتمد على نظام الموافقات المسبقة وتسريع إجراءات بدء النشاط. مع تقنين الرسوم وتثبيتها لمدد محددة.
30 مليون سائح في مصر
وترتكز خطة الحكومة على الوصول إلى 30 مليون سائح في 2030 مع تحديد حجم الغرف الفندقية المطلوب إضافتها في كل منطقة بجانب التوسع لاحقًا لمضاعفة هذا الرقم خلال السنوات التالية.
فيما تعمل وزارة الاستثمار على إعادة هيكلة منظومة الاستثمار ودمج وتبسيط جهات التراخيص والرسوم، والتحول إلى منصة واحدة تختصر الوقت والتكاليف.
الرخصة الذهبية
الخطة تتضمن أدوات جديدة مثل:
الرخصة الذهبية للمطورين السياحيين.
شراكات ميسرة مع القطاع الخاص.
نماذج استثمارية مرنة.
مدد تنفيذ واضحة ومحددة.
ما يفتح الباب أمام استثمارات أكبر وأكثر سرعة وتأثيرًا.
