الأربعاء 10 ديسمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
أخبار

الفضة تواصل صعودها القياسي بعد تجاوز 60 دولارًا للأونصة وسط توقعات خفض الفائدة

الأربعاء 10/ديسمبر/2025 - 09:49 ص
الفضة
الفضة

مددت أسعار الفضة العالمية ارتفاعاتها القوية خلال تداولات الأربعاء، بعد أن اخترقت حاجز 60 دولاراً للأونصة للمرة الأولى في تاريخها، مستفيدة من حالة التفاؤل التي تسيطر على الأسواق قبيل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إلى جانب الضغوط المتزايدة على المعروض العالمي من المعدن الأبيض. ويأتي هذا الصعود الاستثنائي في وقت يواصل فيه المستثمرون إعادة تقييم توقعاتهم لمسار السياسة النقدية الأمريكية خلال 2026، ما يعزز شهية المستثمرين نحو المعادن النفيسة التي ترتفع عادة مع خفض أسعار الفائدة.

وسجل سعر الفضة مستوى قياسياً بلغ 60.9213 دولاراً للأوقية صباح الأربعاء، مواصلاً مكاسب قوية حققها في الجلسة السابقة بنسبة 4.3%، وهو ما يعكس زخمًا تصاعديًّا في الطلب الاستثماري على المعدن. ويأتي هذا الارتفاع المتسارع مدفوعاً بمراهنات واسعة على إمكانية قيام الفيدرالي بخفض الفائدة بربع نقطة مئوية في اجتماعه المرتقب يومي 9 و10 ديسمبر، الأمر الذي يقلّص تكلفة الاحتفاظ بالأصول غير المدرة للعائد مثل الذهب والفضة.

رهانات على خفض الفائدة… وسيناريوهات أوسع للسياسة النقدية

تترقب الأسواق إشارات أوضح بشأن مستقبل الفائدة الأمريكية خلال العام المقبل، خصوصاً بعد تصريحات كيفن هاسيت، المرشح الأوفر حظاً للرئيس دونالد ترمب لخلافة جيروم باول في رئاسة الفيدرالي، والتي أكد فيها وجود "مساحة واسعة لخفض الفائدة بشكل كبير"، ما دفع الكثير من المستثمرين إلى تعزيز مراكزهم الشرائية في أسواق المعادن.

ويشير محللون إلى أن تراجع تكاليف الاقتراض المحتملة يعطي المعادن النفيسة، وفي مقدمتها الفضة، قوة إضافية للصعود، إذ تعد بيئة الفائدة المنخفضة محفزاً رئيسياً لجذب التدفقات الاستثمارية.

شح الإمدادات يعمّق موجة الصعود

ولم يكن التوقعات النقدية وحدها وراء المكاسب الضخمة، إذ تضاعفت أسعار الفضة خلال العام الجاري، متجاوزة مكاسب الذهب التي بلغت نحو 60%.

وتعززت موجة الارتفاع منذ أكتوبر، عندما واجهت الأسواق أزمة شحّ تاريخية في الإمدادات، قبل أن تعود الحركة إلى خزائن لندن تدريجياً. ومع ذلك، تشير بيانات السوق إلى أن أسعار الاقتراض لا تزال مرتفعة، بما يعكس استمرار الضيق في المعروض.

كما سجّلت المخزونات الصينية من الفضة تراجعاً كبيراً إلى أدنى مستوياتها خلال عقد، وهو ما أعطى الأسعار زخماً إضافياً. وفي المقابل، تتزايد التدفقات على صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالفضة، إذ سجّلت الأسبوع الماضي أكبر وتيرة دخول للأموال منذ شهر يوليو، ما يؤكد إيمان المستثمرين باستمرار موجة الصعود.

تأثير محتمل للسياسات الأمريكية على السوق

وتتابع الأسواق عن كثب التطورات المتعلقة بإضافة الفضة إلى قائمة المعادن الحرجة في الولايات المتحدة، وهو قرار أثار تكهنات بإمكانية فرض رسوم على واردات الفضة. وقد دفع ذلك بعض المتعاملين للاحتفاظ بكميات أكبر من المعدن داخل السوق الأمريكية، ما أبقى المخزونات في مستودعات "كوميكس" عند مستويات تاريخية مرتفعة، رغم انخفاضها من ذروتها في أكتوبر.

وبحلول الساعة 8:19 صباحاً بتوقيت سنغافورة، كانت أسعار الفضة مرتفعة بنسبة 0.1% عند 60.7465 دولاراً للأونصة. في المقابل، ظل الذهب مستقراً عند 4208.80 دولاراً للأونصة، بينما لم يطرأ أي تغيير ملحوظ على أسعار البلاتين والبلاديوم. كما استقر مؤشر الدولار الفوري بعد إغلاق الجلسة السابقة على ارتفاع طفيف بلغ 0.1%.

ومع استمرار تذبذب توقعات الفائدة العالمية وقوة الطلب الاستثماري، يرجّح محللون أن تبقى الفضة في دائرة الزخم الصاعد، ما لم تحدث مفاجآت في قرارات الفيدرالي أو تطورات مفاجئة في جانب الإمدادات العالمية.