غرفة صناعة الأخشاب: شراكات استثمارية قوية بين القاهرة وبغداد في المرحلة المقبلة
أكد علاء نصر الدين، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الأخشاب باتحاد الصناعات المصرية، أن العلاقات الاقتصادية بين مصر والعراق تشهد مرحلة جديدة من التطور والنمو، متوقعًا حدوث طفرة كبيرة في التعاون المشترك خلال الفترة المقبلة، في ظل الاهتمام الواضح من حكومتي البلدين بتعزيز التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات الصناعية.
وقال نصر الدين في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن السنوات الماضية شهدت جهودًا رسمية مكثفة من الجانبين لتعزيز مسارات التعاون، سواء من خلال اللجان الوزارية المشتركة أو عبر المشروعات الإقليمية التي تستهدف التكامل الاقتصادي بين القاهرة وبغداد. وأوضح أن هذه الجهود وضعت أسسًا قوية يمكن البناء عليها لدفع العلاقات نحو مستويات أكبر من التبادل التجاري وتوسيع فرص العمل المشترك.
وأشار إلى أن العراق يُعَدّ أحد أهم الأسواق الواعدة للصناعة المصرية، سواء في القطاعات الخشبية أو الصناعات الهندسية والكيماوية ومواد البناء، لافتًا إلى أن الشركات المصرية تتمتع بسمعة قوية في السوق العراقي، وقد أثبتت قدرتها على تنفيذ مشروعات صناعية وتصديرية ذات جودة عالية. كما أكد أن المرحلة المقبلة ستشهد مشاركة أوسع للشركات المصرية في إعادة إعمار العراق والاستفادة من الفرص المتاحة في مشروعات البنية التحتية والتنمية الصناعية.
وأضاف نصر الدين أن اتحاد الصناعات يعمل، بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة، على إعداد رؤية جديدة لفتح آفاق واسعة أمام المستثمرين المصريين في العراق، عبر تنظيم بعثات تجارية ومعارض صناعية متخصصة، وتقديم الدعم الفني للشركات الصغيرة والمتوسطة الراغبة في دخول السوق العراقي. وأوضح أن هذه الخطوات ستُسهم في تعميق التكامل بين المنتجين في البلدين ورفع حجم التبادل التجاري.
وأكد أن التعاون المصري-العراقي لا يقتصر على الجوانب التجارية فقط، بل يمتد إلى الشراكات الاستثمارية في العديد من المجالات، خاصة في الصناعات الخشبية وتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مشيرًا إلى أن العراق يمتلك فرصًا كبيرة في قطاع الأخشاب والصناعات المرتبطة به، في ظل الاعتماد المتزايد على المنتجات المستوردة والحاجة إلى إنشاء خطوط إنتاج محلية قادرة على تلبية الطلب الداخلي.
ولفت إلى أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين ستشهد خلال الفترة المقبلة دفعة قوية بفضل المشروعات الضخمة التي يجرى العمل عليها، مثل مشروع الربط الكهربائي، ومبادرات تسهيل انتقال السلع والمنتجات، إلى جانب التعاون في مجال التدريب الفني وتبادل الخبرات الصناعية. وأكد أن هذه المشروعات ستنعكس بشكل مباشر على زيادة الصادرات المصرية وتوسيع حجم السوق أمام المنتجات المحلية.
وشدد عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الأخشاب على أن استمرار التنسيق بين الحكومتين المصرية والعراقية يوفر بيئة مواتية لزيادة الاستثمارات المشتركة، موضحًا أن اتحاد الصناعات يرحب بأي مبادرات تسهم في تعزيز التعاون وفتح قنوات جديدة أمام رجال الأعمال من الجانبين. كما دعا إلى إزالة أي عقبات إجرائية قد تعيق انتقال السلع أو دخول المستثمرين، مؤكداً أن تسهيل الإجراءات سيكون له أثر مباشر في رفع معدلات التجارة بين البلدين.
وفي ختام تصريحاته، أكد نصر الدين أن التطور الإيجابي في العلاقات يعكس إدراكًا مشتركًا لأهمية التعاون الاقتصادي كرافعة أساسية لتحقيق التنمية في البلدين، مشددًا على أن المرحلة المقبلة ستحمل فرصًا واعدة للشركات المصرية والعراقية على حد سواء، بما يحقق مصالح الشعبين ويعزز الاستقرار الاقتصادي الإقليمي.
