بنك اليابان يلمّح لرفع الفائدة في ديسمبر ويعزز قوة الين أمام الدولار
شهد الين الياباني ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الاثنين، مدعومًا بتصريحات محافظ بنك اليابان كازو أويدا التي أبقت الباب مفتوحًا أمام احتمال رفع سعر الفائدة في وقت قريب، في خطوة يرى محللون أنها قد تمثل بداية تحول في توجهات السياسة النقدية بعد سنوات من التيسير غير المسبوق.
إشارات نقدية تدعم الين
أويدا أكد أن البنك سيبحث «الإيجابيات والسلبيات» لأي تعديل على أسعار الفائدة خلال اجتماع ديسمبر المقبل، وهو ما اعتُبر إشارة تميل إلى التشديد النقدي، ما عزز قدرة العملة اليابانية على استعادة بعض مكاسبها.
وقفز الين بنسبة 0.4% مسجلاً أعلى مستوى له في الجلسة عند 155.49 ينًا للدولار، بعد شهر من التراجع بلغت نسبته 1.4% في نوفمبر، ما عزز الضغوط على البنك لاتخاذ خطوات لكبح تقلبات العملة.
وقال كريستوفر وونغ، استراتيجي العملات في بنك OCBC، إن تصريحات أويدا تمثل «استعدادًا واضحًا لرفع محتمل للفائدة»، وهو ما يجعل سيناريو التحرك في ديسمبر أو يناير قائمًا بقوة، لكنه أكد أن انتعاش الين يتطلب موقفًا أكثر حزمًا من البنك خلال الفترة المقبلة.
من جانبها، اعتبرت وزيرة المالية ساتسوكي كاتاياما أن وتيرة تراجع الين الأخيرة «لا تعكس العوامل الاقتصادية الأساسية»، ما يعزز احتمالات التدخل الحكومي في حال استمرار الضغوط السوقية.
دولار متراجع وترقب قرارات الفيدرالي
في المقابل، بدأ الدولار الأمريكي تعاملات ديسمبر على انخفاض، مع تزايد توقعات السوق بأن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة هذا الشهر للمرة الأخيرة خلال 2025.
وارتفع اليورو هامشيًا إلى 1.1605 دولار، في حين استقر الجنيه الإسترليني عند 1.3239 دولار بعد أسبوع من الأداء القوي مدفوعًا بإعلان ميزانية وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز.
وتراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.05% إلى 99.39، بعد خسائر بلغت 0.7% الأسبوع الماضي، فيما ترجّح أداة "فيد ووتش" احتمالًا نسبته 87% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل.
وساهم ظهور المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت كمرشح بارز لرئاسة الفيدرالي خلفًا لجيروم باول في زيادة الضغوط على الدولار، الذي سجل أسوأ أداء أسبوعي له منذ أربعة أشهر.
وقال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت إن الرئيس دونالد ترامب قد يعلن المرشح الجديد قبل عطلة عيد الميلاد.
ترقب بيانات أميركية مؤثرة
وأشار محللون لدى جولدمان ساكس إلى أن الأسواق بدأت تركز على اجتماعات الفيدرالي التالية، في ظل انقسام الأعضاء بشأن وتيرة التيسير المقبلة.
وتتجه الأنظار إلى بيانات تقرير التوظيف الأمريكي لشهر نوفمبر، المتوقع صدورها في 16 ديسمبر، والتي ستشمل بيانات وظائف أكتوبر دون معدل البطالة، بسبب أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة.
الأسواق تستعيد نشاطها تدريجيا
عاد التداول في سوق الصرف الأجنبي إلى الاستقرار بعد عطل تقني أصاب منصة CME الأسبوع الماضي وأثر على تداول الأسهم والسندات والسلع.
وسجل الدولار الأسترالي ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.08% إلى 0.6553 دولار، فيما استقر الدولار النيوزيلندي عند 0.5738 دولار. وتراجعت بيتكوين بنسبة 4% إلى 87,543.06 دولار، بينما هبطت إيثر بنسبة 5.5% إلى 2,855.93 دولار.
