أسعار النفط ترتفع بدعم من قرار أوبك+ وتزايد مخاطر الإمدادات العالمية
ارتفعت أسعار النفط العالمية خلال تعاملات اليوم الاثنين، بعد أن أعاد تحالف أوبك+ التأكيد على الإبقاء على مستويات الإنتاج دون تغيير خلال الفترة المقبلة، في وقت صعدت فيه المخاطر الجيوسياسية المرتبطة بالإمدادات، عقب توقف صادرات اتحاد خطوط أنابيب قزوين بسبب هجوم بطائرة مسيّرة، إلى جانب تزايد التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا.
وسجّل خام برنت العالمي ارتفاعًا قدره 1.01 دولار ليصل إلى 63.39 دولارًا للبرميل، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار دولار واحد ليسجل 59.55 دولارًا للبرميل، مستعيدًا جانبًا من خسائره خلال الأشهر الأربعة الماضية، والتي تُعد أطول سلسلة تراجع منذ عام 2023، وسط مخاوف من زيادة فائض المعروض في الأسواق.
تثبيت الإنتاج يدعم السوق
وكان تحالف أوبك+ قد قرر خلال اجتماعه في نوفمبر الماضي وقف أي زيادات إضافية في الإنتاج بهدف حماية السوق من تخمة قد تضغط على الأسعار. وبعد اجتماع جديد عقد يوم الأحد، شددت المنظمة على أهمية اتباع نهج حذر والإبقاء على المرونة الكاملة لإمكانية تعديل الخفض الطوعي في حال استدعت ظروف السوق ذلك.
وأكد محللون أن إبقاء مستويات الإنتاج دون تغيير كان متوقعًا على نطاق واسع، غير أن الأسواق تفاعلت مع القرار بصورة إيجابية في بداية الجلسات، بدعم من استمرار التوترات الجيوسياسية التي قد تقيد جانب العرض.
توترات واشنطن – كاراكاس تزيد الضبابية
تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إغلاق المجال الجوي فوق وحول فنزويلا أثارت حالة من عدم اليقين بين المستثمرين، نظرًا إلى كون فنزويلا واحدًا من المنتجين الرئيسيين للنفط في أمريكا اللاتينية.
وأشار ترامب إلى أنه تحدث مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بشأن قضايا مرتبطة بإنتاج النفط، لكنه امتنع عن تقديم تفاصيل أو توضيحات، مكتفيًا بقوله: “لا تستنتجوا شيئًا من هذا”، ما أبقى الأسواق في حالة ترقب.
ويرى محللون لدى بنك "آي إن جي" أن مخاطر الإمدادات قد تتسع أكثر مع استمرار الهجمات الأوكرانية على البنى التحتية الروسية، بجانب تصاعد التوتر الدبلوماسي بين واشنطن وكاراكاس في هذه المرحلة.
وقف صادرات قزوين يضيف ضغطًا إضافيًا
وفي تطور ميداني مهم، أعلن اتحاد خطوط أنابيب قزوين (CPC) —الذي يضم مساهمين من روسيا وكازاخستان والولايات المتحدة— وقف تشغيل أحد مراسيه في محطة على البحر الأسود بعد تعرضها لهجوم أوكراني بطائرة مسيّرة، ما أدى إلى تعطّل جزء من الصادرات.
ويعد الاتحاد مسؤولًا عن أكثر من 1% من الإمدادات العالمية، ما يجعل أي اضطرابات في عملياته ذات تأثير مباشر على توازن السوق.
توترات روسية – أوكرانية بلا آفاق للحل
وفي ظل غياب مؤشرات على اتفاق قريب بين موسكو وكييف، تبقى الأسواق في حالة حذر. وكانت القوات الأوكرانية قد أعلنت عبر وسائل التواصل استهدافها مصفاة نفط روسية ومصنعًا عسكريًا للطائرات في مقاطعة روستوف، ما يضيف مزيدًا من الضغوط على سلاسل الإمداد الروسية.
ويرى خبراء أن استمرار هذه التحديات قد يسهم في دعم أسعار النفط خلال المدى القصير، خاصة مع ترقب الأسواق لأي تغييرات سياسية أو أمنية قد تؤثر في الإنتاج العالمي.
