الذهب يقفز إلى أعلى مستوى في 6 أسابيع مع تراجع الأسهم وضعف الدولار
سجلت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا جديدًا في تعاملات اليوم الاثنين، لتصل إلى أعلى مستوى لها خلال ستة أسابيع، مدعومة بتراجع الدولار الأمريكي واتجاه المستثمرين نحو الأصول الآمنة في ظل عزوف واضح عن المخاطرة مع بداية جلسات الأسبوع. يأتي ذلك بينما تتزايد توقعات الأسواق بشأن خفض وشيك في سعر الفائدة الأمريكية خلال ديسمبر الجاري.
وارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.2% ليبلغ 4,240.54 دولارًا للأوقية بحلول الساعة 04:01 بتوقيت غرينيتش، بعد أن لامس أعلى مستوى له منذ 21 أكتوبر الماضي. كما صعدت عقود الذهب الأمريكية الآجلة للتسليم في ديسمبر بنسبة 0.5% إلى 4,276 دولارًا للأوقية، مواصلة سلسلة مكاسب بدأت خلال الأسابيع الماضية مع تزايد مخاوف الأسواق من تباطؤ اقتصادي عالمي.
في المقابل، واصلت أسعار الفضة أداءها القوي، إذ قفزت بنسبة 2% إلى 57.48 دولارًا للأوقية بعد أن لامست مستوى قياسيًا جديدًا عند 57.86 دولارًا، مستفيدة من تراجع الدولار إلى أدنى مستوياته في أسبوعين، ما يزيد جاذبية المعادن المسعّرة به بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.
عزوف المستثمرين عن المخاطرة يدعم الملاذات الآمنة
أوضح كلفن وونغ، كبير محللي الأسواق في شركة "أوندا"، أن العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية تتجه نحو جلسة يسودها تجنب المخاطر، حيث انخفضت بنسبة 0.8% تزامنًا مع عمليات بيع واسعة في الأصول عالية المخاطر وعلى رأسها العملات الرقمية، ما عزز التدفقات نحو الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا، خصوصًا في ظل ضعف السيولة.
وانخفضت عقود الأسهم الأمريكية خلال التداولات الآسيوية، كما تراجعت عملة بيتكوين بنسبة 3.6% إلى 87,881.82 دولارًا، وهبطت إيثر بنسبة 5% إلى 2,871.59 دولارًا.
توقعات خفض الفائدة الأمريكية خلال ديسمبر
تعكس تحركات الأسواق توقعًا متزايدًا بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة هذا الشهر، بدعم من تصريحات تميل إلى التيسير النقدي لكل من عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر، ورئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز، إضافة إلى بيانات اقتصادية أمريكية ضعيفة خلال الآونة الأخيرة.
وتُظهر أداة «فيد ووتش» احتمالية 87% لخفض الفائدة في الاجتماع المقبل. وفي سياق متصل، قال المستشار الاقتصادي في البيت الأبيض كيفن هاست، الذي يُنظر إليه كمرشح محتمل لرئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إنه سيكون سعيدًا بتولي المنصب إذا رشحه الرئيس دونالد ترامب، مؤكدًا دعمه لتوجهات خفض الفائدة.
وتترقب الأسواق صدور بيانات مؤشر الإنفاق الشخصي الأساسي يوم الجمعة، باعتباره مؤشرًا رئيسيًا يقيس ضغوط الأسعار ويوجه قرارات السياسة النقدية.
تغيرات في أداء المعادن الثمينة الأخرى
وبالنسبة لباقي المعادن النفيسة، أشار محللون إلى أن الزيادة الكبيرة في أسعار الفضة جاءت نتيجة ضعف السيولة بعد تعطل إحدى منصات التداول الأسبوع الماضي، وليس نتيجة عوامل أساسية. وواصلت المعادن الأخرى أداءً إيجابيًا، حيث ارتفع البلاتين بنسبة 1.3% إلى 1,694.70 دولارًا، بينما صعد البلاديوم بنسبة 2.1% إلى 1,482.45 دولارًا للأوقية.
ويحافظ الذهب على جاذبيته كأحد أبرز الملاذات الآمنة عالميًا في فترات تقلب الأسواق وارتفاع المخاطر، خاصة مع تزايد الرهانات على تخفيف السياسة النقدية الأمريكية خلال الفترة المقبلة.
