قطاع التصنيع في مصر يتصدر النمو بأرقام مزدوجة.. قناة السويس تعود بعد عام صعب.. والسياحة تحافظ على زخمها
هل النمو اللي حصل في الصناعة والسياحة والتكنولوجيا يقدر يستمر بنفس القوة ولا ده كان مجرد طفرة ربع سنوية؟.. وهل مصر هتقدر تحافظ على زخم تصنيع العربيات والكيماويات والمشروبات، ولا ممكن يحصل تباطؤ مع أي أزمة عالمية؟.. وبعد رجوع قناة السويس للنمو.. هل القناة هتقدر تعوض خسائر السنة اللي فاتت بالكامل خلال الفترات الجاية؟
اللي حصل في الربع الأول من السنة المالية 2025/2026 يعتبر واحدة من أقوى فترات النمو الاقتصادي اللي شافتها مصر من بداية 2022.. الأرقام اللي أعلنتها وزارة التخطيط بتقول إن الناتج المحلي الإجمالي طلع بنسبة 5.3%، وده أسرع نمو ربع سنوي بقاله أكتر من 3 سنين، وده مش بس رقم، ده رسالة واضحة أن الاقتصاد المصري بدأ يستعيد نفسه من جديد، رغم أن قطاع النفط والغاز لسه بيأثر على الصورة العامة.
التحسن الكبير ده جه نتيجة إصلاحات اقتصادية وهيكلية اتعملت خلال السنين اللي فاتت، وفعليًا بدأت تزود الاستقرار الاقتصادي وتخلي السيولة في القطاع المالي أفضل، وترجع الثقة للمستثمرين سواء المحليين أو الأجانب.
أكتر قطاع لفت الأنظار هو قطاع التصنيع، اللي حقق نمو جنوني وصل لـ 14.5%، وده مش نمو عادي، ده معناه إن الصناعات المصرية رجعت توقف على رجلها وبقوة.
بص مثلًا على الأرقام، إنتاج العربيات طالع 50%، والصناعات الكيميائية 44%، والمشروبات 37%، والأثاث 34%، كل ده بيوضح إن الطلب المحلي رجع يتحرك، وكمان المكونات المستوردة بقى الوصول ليها أسهل من الأول.

ومش بس الصناعة، قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كمل على نفس الوتيرة بنسبة نمو 14.5%، وده بيأكد إنه من أسرع القطاعات اللي بتطور في مصر، وفي نفس الوقت، قطاع الوساطة المالية يعني البنوك والائتمان وحركة السيولة – حقق نمو 10.2%، وده بيدي إحساس إن السوق بقى أنشط.
نيجي للسياحة، اللي حرفيًا بقت المنقذ الدائم للاقتصاد، القطاع ده كمل زخم النمو بنسبة 13.8%، وعدد الزوار وصل لـ 5.1 مليون زائر في 3 شهور بس، وده رفع دخل العملة الصعبة من سفر ونقل وضيافة.. وتوقعات فيتش بتقول إن دخل السياحة هيرتفع من 17.1 مليار دولار في 2025 لـ 19 مليار دولار في 2029.
والخبر اللي ناس كتير كانت مستنياها، قناة السويس رجعت للنمو بنسبة 8.6% بعد سنة صعبة بسبب التوترات والاضطرابات العالمية، ده بيرجع واحد من أهم مصادر دخل مصر لمكانته تاني.. لكن الصورة مش كلها وردي، قطاع النفط والغاز لسه بيعاني، انكمش بنسبة 5.3%، وإنتاج البترول نزل 6.6%، والغاز 10.9%، وده راجع لمشاكل في السوق العالمي وتحديات هيكلية.
في النهاية، اللي باين من كل الأرقام أن مصر بقى عندها مزيج نمو متوازن أكتر من قبل، القطاعات غير النفطية بقت قوية لدرجة إنها بتعوض ضعف الهيدروكربونات، ومع انخفاض التضخم وتحسن السيولة وزيادة السياحة، كل ده بيقول أن الإصلاحات ابتدت تجيب نتيجتها، وأن الاقتصاد ماشي في اتجاه توسع مستدام.

