ليه الدهب رجع يزيد تاني؟.. هنقولك اللي بيحصل في الكواليس
ايه اللى بيحصل فى اسعار الدهب في الأيام الأخيرة؟ وليه الأسعار رجعت تزيدمن تاني رغم نهاية الاغلاق الأمريكي وقرب التوصل الى اتفاق ينهي حرب أوكرانيا وكمان هدوء الحرب الكلامية بين واشنطن وبكين؟ وهل ممكن يحصل انخفاض تاني للدهب ولا الأسعار مكملة فى الارتفاع؟
اللي بيحصل في سوق الدهب الأيام الأخيرة مش مجرد حركة سعر لكن انعكاس لحالة توتر مالي العالم كله حاسس بيها حتى لو التصريحات السياسية شكلها لطيف.. أول ما أسعار الدهب تتحرك بالشكل ده… لازم نفهم إن السوق بيلقط إشارات ملهاش علاقة مباشرة بالكلام اللي بيتقال في المؤتمرات الصحفية.
من فترة العالم كان مستني يشوف إغلاق الحكومة الأمريكية هيوصل لإيه… والإغلاق خلاص انتهى، والمنطق يقول الدولار كان المفروض يقوى، وبالتالي الدهب يهدى… لكن اللي حصل كان عكس كده.. والسبب إن المستثمرين شايفين إن نهاية الإغلاق مش معناها إن مشاكل الاقتصاد الأمريكي نفسها انتهت بالعكس… في ناس متوقعة إن الفيدرالي الأمريكي يقرب من بداية دورة خفض الفايدة وده بيقلل جاذبية الدولار والسندات… وبيفتح الباب للدهب يجري.
الدهب بيحب عدم اليقين… ومع إن في بوادر اتفاق بين روسيا وأوكرانيا، وهدوء في الحرب الكلامية بين واشنطن وبكين… لكن مفيش ضمان إن ده استقرار حقيقي. الأسواق فاهمة إن أي تهدئة سياسية ممكن تبقى مؤقتة، وإن الملفات الاقتصادية بين أمريكا والصين مش هتتحل في يوم وليلة.. فالمستثمر اللي عايز أمان بيدوَّر على الأصل اللي عمره ما خذل الناس… الدهب.
غير كده، في عامل مهم محدش يقدر يتجاهله.. البنوك المركزية. السنة دي البنوك المركزية شايفة إن العالم داخل على فترة ارتباك مالي… فبدأت تشتري دهب بكميات كبيرة.. ولما اللاعبين الكبار يشتروا… السعر لازم يتحرك.. ده غير إن الصناديق الاستثمارية رجعت تزود مشترياتها، وده بيدي دفعة إضافية للسوق كله.
وفي جانب تاني… التضخم. رغم إنه بدأ يهدى في دول كتير بس مفيش ثقة بنسبة 100% إن الموجة خلصت فعلاً… أي خوف من رجوع التضخم حتى لو مجرد إشاعة يخلي المستثمرين يجروا على الدهب تاني… لأنه بيحافظ على القيمة مهما الدنيا اتشقلبت.
طب وإحنا في مصر؟
الوضع طبعًا ليه طعم مختلف.. الأسعار هنا بتتأثر بحاجة من اتنين.. حركة الأونصة العالمية، وسعر الدولار في السوق المحلي. ولإن الدولار في مصر غير ثابت بشكل كامل، فمجرد صعود عالمي بسيط بيترجم لقفزات في الجرام عندنا. ومع زيادة الطلب المحلي من ناس بتدور على ملاذ آمن… فالأسعار بتعلى أكتر. خصوصًا إن كل ما الناس تحس إن الجنيه هيتأثر بأي شكل… بيرجعوا للدهب كوسيلة حفظ قيمة.
نيجي للسؤال اللي كل الناس بقى بتسأله… هل الدهب ممكن ينزل تاني؟
الحقيقة… آه. وارد جدًا. لأن الدهب مش خط مستقيم.. لو أمريكا رفعت الفايدة تاني، أو لو الاتفاق السياسي بين روسيا وأوكرانيا فعلاً دخل حيز التنفيذ، أو لو الصين وأمريكا استقرت علاقتهم بشكل مفاجئ… ده كله يخلي الطلب يقل ويرجع السعر يتنفس ويهبط شوية. ده طبيعي، ومش جديد على سوق الدهب.
لكن… هل السيناريو ده هو الأكثر احتمالًا؟
الإجابة اللي بيقولها المحللين دلوقتي.. لا مش قوي.. أغلب المؤشرات بتقول إن العالم داخل على فترة اضطراب اقتصادي، سواء من ناحية الدولار، أو من ناحية حركة التجارة العالمية، أو حتى توقعات النمو والدهب بيعيش على الأجواء دي. ففكرة إن الدهب يواصل صعود تدريجي تفضل هي الأقرب مش لأن الدنيا فيها حروب… لكن لأن الناس مش واثقة إن الاقتصاد العالمي رايح لمكان مستقر.
