نقلة ضخمة في مستقبل الزراعة.. السيسي هيغير خريطة الرقعة الزراعية.. وهنصدر منتجات لكل العالم
يا ترى ايه تفاصيل خطة الرئيس السيسي لزيادة الرقعة الزراعية في مصر؟ وايه حجم الأراضي اللى تم استصلاحها فى عهد السيسي؟ وإزاي الأراضي دي مسألة أمن قومي لأنها بتأمن احتياجات مصرمن المنتجات الزراعية وكمان بتدخل عملة صعبة من تصدير المنتجات اللى بتطلع؟ وهل في دولة تقدر تحوّل الصحرا لأرض خضراء في سنين قليلة؟ والأهم.. هو إزاي توسّع الرقعة الزراعية بقى عنوان رئيسي للأمن القومي في مصر؟ وإيه اللي هيحصل لما ملايين الأفدنة الجديدة تدخل الخدمة؟ وإزاي ده هيغيّر شكل الزراعة والاقتصاد والتصدير والدولار؟
الرئيس السيسي أعلن بشكل واضح إن سنة 2026 هتشهد دخول أربعة ونص مليون فدان مرة واحدة للرقعة الزراعية في مصر.. وده رقم ضخم بكل المقاييس.. خصوصًا لما نفتكر إن إجمالي الأرض المزروعة النهارده حوالي تسعة ملايين فدان.. يعني ببساطة في خلال فترة قصيرة مصر هتزود أرضها الزراعية بنسبة تقرّب من النص تقريبًا وده مش مجرد توسع في زراعة دي إعادة رسم للخريطة الزراعية كلها.
والرقم ده ماكانش وليد الصدفة ولا مشروع معمول على الورق.. إحنا بنتكلم عن أكبر خطة استصلاح أراضي اتنفذت في تاريخ مصر الحديث.. مشروعات شرق العوينات، والدلتا الجديدة، ومستقبل مصر، وتوشكى، ومشروعات إعادة تأهيل واستصلاح أراضٍ تانية في محافظات مختلفة.. كل ده اتبنى على رؤية استراتيجية هدفها الأساسي تقليل فجوة الاستيراد وتأمين احتياجات الناس من السلع الأساسية.
اللي لازم نفهمه إن مصر بطبيعتها الصحراوية مش بلد عندها رفاهية الأرض الزراعية. تسعين في المية تقريبًا من مساحة الدولة صحرا وده يخلي أي فدان جديد بيتزرع مش مجرد إضافة لكن عنصر أمان غذائي. علشان كده الرئيس قالها بوضوح" صعب جدًا نحقق اكتفاء ذاتي كامل من كل السلع" وده طبيعي لكن اللي نقدر نعمله هو إننا نقلل الاستيراد لأقصى درجة ونرفع إنتاجنا لحدود عالية جدًا.
وهنا ييجي الدور الحقيقي للأراضي الجديدة .. زيادة الرقعة الزراعية مش مجرد زراعة قمح ورز وخضار.. زيادة المساحة يعني إنتاج أكبر، وتصدير أكتر، ودخول عملة صعبة، وده شيء مهم في وقت بتعاني فيه دول كتير من نقص العملة الأجنبية وارتفاع أسعار السلع. اللي بيطلع من الأراضي دي مش بيأمن بس احتياجات السوق المحلي، لكنه كمان بيرجع على الاقتصاد بعائد نقدي مهم.
وده اللي الحكومة بتشتغل عليه فعليًا الأراضي الجديدة مش هتبقى للزراعة التقليدية بس لكن للزراعات التصديرية عالية القيمة منتجات بتدخل أسواق الخليج وأفريقيا وأوروبا، وبتدخل عملة صعبة، وتدعم ميزان المدفوعات، وتخفف الضغط على الدولار. واللي يراجع أرقام الصادرات الزراعية المصرية يعرف إنها وصلت لمستويات تاريخية خلال السنين اللي فاتت، وده كله قبل ما ال٤.٥ مليون فدان يدخلوا الخدمة.
وفي وسط كل ده، الرئيس شدد على نقطة مهمة وهي ترشيد الاستهلاك لأن الأمن الغذائي مش زراعة بس.. لكنه إدارة موارد.. ولو استهلاك السلع الأساسية مش منضبط، أي توسع زراعي مش هيوصل للنتيجة الكاملة اللي الدولة بتخطط لها وده جزء من الموضوع إنك تزود إنتاجك وفي نفس الوقت تدير استهلاكك بحكمة.
واللي يربط الصورة ببعضها لازم يشوف إن مشروعات الزراعة والاستصلاح ماشية جنب مشروعات الطاقة الرئيس أشار لواحد من أهم المشروعات في تاريخ مصر محطة الضبعة النووية لما المحطة تشتغل وتنتج ٤.٨ غيغاواط كهربا ده مش هيخدم الصناعة والطاقة بس لكن كمان هيهيئ بيئة أقوى للقطاع الزراعي. كهربا مستقرة، طاقة رخيصة، وتحسين في قدرات الدولة في مجالات تمتد لحد الطب النووي والزراعة المعتمدة على تقنيات حديثة.
وبين التحول الزراعي والتحول الطاقي.. مصر بتبني منظومة متكاملة هدفها الأساسي أمن قومي اقتصادي وغذائي. إنك تزرع أرض جديدة، وتخلق فرص عمل، وتزود الإنتاج، وتصدر، وتجيب عملة صعبة، وتقلل استهلاكك من السلع اللي كانت بتستنزف العملة الأجنبية، كل ده معناه إن الدولة بتحط أساس مختلف بالكامل للمستقبل.


