الخميس 20 نوفمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
اقتصاد مصر

مصر رايحة في حتة تانية خالص.. تقرير هيقولك أهمية مشروع الضبعة النووي

الخميس 20/نوفمبر/2025 - 03:30 ص
محطة الضبعة النووية
محطة الضبعة النووية

مع بدء تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة الأولى في محطة الضبعة النووية مصر بتدخل مرحلة مفصلية مهمة في تاريخها.. فيا ترى إيه اهمية الخبر ده لمصر ولقطاع الطاقة بشكلخاص .. وليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شارك في الاعلان عن الخبر.. وايه دور روسيا فى المشروع الضخم ده؟ وهل محطة الضبعة مجرد مشروع كهرباء… ولا مفتاح لتحول اقتصادي كامل هيغيّر شكل مزيج الطاقة ومستقبل الصناعة في البلد؟

اللي حصل النهاردة مش خطوة فنية ولا مرحلة إنشائية زي أي مشروع تاني… ده نقطة تحوّل رسمية بتعلن دخول مصر مرحلة التنفيذ الفعلي لأول محطة نووية لإنتاج الكهرباء في تاريخها.

الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين شاركوا بنفسهم—حتى لو بالفيديو كونفرانس—في الفعالية دي.. وده معناه إن الحدث أكبر بكتير من مجرد تركيب مكوّن تقني… ده إعلان رسمي إن الحلم اللي بدأ من 2015 ابتدى ياخد شكله الكامل على الأرض.

تركيب وعاء ضغط المفاعل في الوحدة الأولى بيعتبر واحد من أهم وأصعب مراحل بناء أي محطة نووية. الوعاء ده هو قلب المفاعل نفسه… المكان اللي بيتم فيه التفاعل النووي الآمن، واللي بتتبني حواليه كل أنظمة التشغيل والتبريد والسلامة. ولما المرحلة دي بتبدأ، ده معناه إن المشروع دخل المنطقة الجدّ… وإن العد التنازلي للتشغيل الفعلي للمشروع ابتدى.

مصر بتشتغل على محطة الضبعة مع روسيا وفق اتفاق تم توقيعه سنة 2015، والمشروع من 2017 وهو ماشي بخطوات ثابتة الأربع مفاعلات اللي في الضبعة كلهم من الجيل الثالث المطوّر، بقدرة إجمالية 4800 ميغاواط… وده رقم مش صغير، ده يكفي إنه يغطي حوالي 12% من احتياجات مصر من الكهرباء سنة 2030. ده معناه إن جزء معتبر من أحمال الكهرباء في مصر هيجي من مصدر ثابت، نظيف، وآمن… مش متوقف على سعر غاز ولا نقص وقود ولا تقلبات استيراد.

وده يقود للسؤال المهم.. ليه محطة الضبعة مهمة لمصر اقتصادياً؟

لما تتوفر كهرباء مستقرة ورخيصة على المدى الطويل، ده معناه تصنيع أكتر، مصانع تشتغل لفترات أطول، ومزيج طاقة متنوع بيحمي الدولة من أي أزمة عالمية في الغاز زي اللي حصلت بعد الحرب الروسية الأوكرانية. الأهم كمان إن المحطة هتوفر على مصر استهلاك حوالي 7 مليارات متر مكعب من الغاز سنوياً… وده رقم ضخم جداً لو دخل كإيرادات تصدير أو توفير للموازنة.

وزير الكهرباء محمود عصمت قال قبل كده إن 33% من المشروع خلصت بالفعل، وإن النسبة دي هتوصل لـ42% قبل نهاية السنة. يعني إحنا بنتكلم عن تقدم فعلي… مش مجرد خطط. والتشغيل التجريبي للوحدة الأولى مستهدف في 2029.

روسيا من خلال شركة “روساتوم” هي المنفذ الرئيسي للمشروع… دولة عندها واحد من أضخم خبرات العالم في المشروعات النووية المدنية. ومشاركة بوتين النهاردة رسالة واضحة إن المشروع ده في قلب الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وموسكو. روسيا مش بس بتبني المفاعلات… ده كمان بتوفر التكنولوجيا، التدريب، المعايير النووية، وحتى الوقود النووي اللي مصر وقّعت أمر شرائه النهاردة رسميا.

أما عن التمويل… فالمشروع تكلفته 28.5 مليار دولار، منهم قرض روسي بـ25 مليار دولار على 22 سنة. وده بيعكس إن المشروع مدروس وممول ومؤسسي… مش قرار سريع.

وفي نفس الوقت محطة الضبعة جزء من استراتيجية أكبر… مصر بترفع نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة لـ42% سنة 2030، و60% سنة 2040. وده بيخلّي النووي مش مجرد محطة… لكنه ضلع أساسي في مزيج متنوع: شمسي، ورياح، ونووي… وده اللي بيخلي مصر تنافس إقليمياً على الاستثمار والصناعة وتقليل الانبعاثات.

الأهم إن دخول مصر المجال النووي بيبني خبرة بشرية… آلاف المهندسين والفنيين بياخدوا تدريب مباشر من “روساتوم”. ده معناه إن خلال كام سنة، مصر هتملك كوادر نووية كاملة قادرة تدير وتشغّل وتطوّر التكنولوجيا دي.

ومع رفع البنك الدولي الحظر عن تمويل مشاريع الطاقة النووية، الاتجاه العالمي كله بقى شايف النووي كواحد من أهم مصادر الطاقة المستدامة… ومصر النهاردة بتدخل اللعبة دي من أوسع أبوابها.