أسعار النفط تتراجع مع ارتفاع المخزونات الأمريكية وتعزز مخاوف تخمة المعروض
تراجعت أسعار النفط في تعاملات الأربعاء وسط ضغوط بيعية متزايدة، بعد صدور تقرير صناعي كشف عن ارتفاع كبير في مخزونات النفط والوقود في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، ما أعاد إلى الواجهة مخاوف تخمة المعروض وتباطؤ الطلب العالمي، بحسب مصادر في أسواق الطاقة.
وسجلت عقود خام برنت الآجلة انخفاضاً بنحو 28 سنتاً أو ما يعادل 0.43% لتصل إلى 64.61 دولاراً للبرميل عند الساعة 02:00 بتوقيت غرينتش، بعدما كانت قد حققت مكاسب بنسبة 1.1% في الجلسة السابقة. كما تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 24 سنتاً أو 0.4% لتسجل 60.50 دولاراً للبرميل، عقب ارتفاع بنسبة 1.4% يوم الثلاثاء.
بيانات معهد البترول الأميركي كشفت الثلاثاء أن مخزونات الخام الأميركية ارتفعت بنحو 4.45 ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في 14 نوفمبر، كما صعدت مخزونات البنزين بنحو 1.55 مليون برميل، فيما ارتفعت مخزونات المشتقات النفطية بـ577 ألف برميل. واعتبر تقرير صادر عن شركة "هايتونغ فيوتشرز" الصينية أن هذه الزيادات "تشير إلى ضعف الطلب وتوقعات هابطة لأسعار النفط في المدى القريب".
ورغم التراجع الحالي، استفادت الأسواق في الجلسة السابقة من تحسن معنويات المستثمرين على خلفية تأثير العقوبات الأميركية المتوقعة على صادرات النفط الروسي، وتصاعد التوتر بعد الهجمات الأوكرانية التي استهدفت مصافي ومحطات تصدير روسية. إلا أن المحللين أكدوا أن المخاوف بشأن نقص الإمدادات الروسية تقابلها توقعات بزيادة الإنتاج عالمياً مقارنة بالطلب الحالي، وهو ما يحد من مكاسب الأسعار.
كما أسهمت الهجمات الأخيرة على البنية التحتية الروسية في ارتفاع هوامش تكرير الديزل في أوروبا إلى أعلى مستوياتها منذ سبتمبر 2023، بالتزامن مع تحسن هوامش التكرير عالمياً. وأشار تقرير "هايتونغ" إلى أن "أسعار النفط وجدت دعماً من قوة سوق الديزل، إلا أن استمرار فائض المعروض من الخام يُبقي المستثمرين حذرين من ملاحقة مكاسب إضافية".
وفي سياق متصل، أكد مسؤول رفيع في البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستعد لتوقيع تشريع قيد المناقشة في الكونغرس لفرض عقوبات جديدة على روسيا، مع الاحتفاظ بحق اتخاذ القرار النهائي بشأن تنفيذها. ومن المتوقع أن تسهم العقوبات الثانوية التي قد تطال مشتري النفط الروسي في توفير دعم إضافي لأسعار النفط خلال الفترة المقبلة.
