ليلة الهبوط الكبير.. الدولار يعيش أياما صعبة
يا ترى ليه سعر الدولار فى البنوك بينزل بالسرعة دي؟ وليه الجنيه فجأة بقى بيكسب أرض جديدة كل يوم؟ وإيه اللي مخبّياه الأيام الجاية… صدمة ولا مفاجأة سعيدة؟ وهل اللي بيحصل ده موجة مؤقتة؟ ولا بداية فصل اقتصادي جديد في مصر؟
اللي متابع السوق شايف حاجة واضحة… الدولار مش بس بيتراجع ده بينزلق تحت مستويات محدش كان متوقع يشوفها قريب. والجنيه اللي ناس كتير فقدت الأمل فيه بدأ يعمل اللي كان صعب يتصدق… وبيسترد جزء من قوته المفقودة ويرجع يتحرك لفوق واحدة واحدة.
لكن السؤال المهم … ليه ده بيحصل دلوقتي تحديداً؟ وإيه اللي بيغذي التراجع السريع في الدولار؟
نبدأ الحكاية من هنا.. في نص تعاملات النهاردة، الدولار كسر حاجز السبعة وأربعين… ونزل تحتها كمان. في بنك أبوظبي الأول سجل 46.98 للشراء و47.08 للبيع. وده في حد ذاته تطور تقيل… لأن البنك ده غالبًا بيكون مؤشر بدري لحركة العملة.
وفي البنك الأهلي، الدولار تراجع 9 قروش مرة واحدة… وسجل 47.02 للشراء و47.12 للبيع، أما في البنك المركزي، رغم استقرار السعر على 47.07 للشراء و47.20 للبيع، لكن اللي حصل في البنوك التجارية بيقول إن السوق في حالة هبوط مستمرة.
والبنك التجاري الدولي سجل 47 للشراء و47.1 للبيع… رقم ماكانش على الخريطة من شهور. لكن هل هبوط الدولار سببه حركة تسعير قصيرة؟ ولا فيه حاجة أعمق بتحصل في الاقتصاد؟
وهنا أول مفاجأة.. السيولة الدولارية في مصر بقت أعلى من أي وقت فات.. الاحتياطي النقدي الأجنبي تخطى الـ50 مليار دولار لأول مرة في تاريخ مصر.

مش بس كده… ده كمان الاحتياطي زاد 537.8 مليون دولار في شهر واحد ووصل لـ50.071 مليار دولار في أكتوبر… بعد ما كان 49.53 نهاية سبتمبر.
وده معناه إن مصادر الدولار، سواء من السياحة أو الصادرات أو التحويلات أو قناة السويس، بترجع تحقق أرقام أحسن. ومع كل دولار يدخل، الضغط على العملة بيخف… والجنيه بياخد نفسه.
لكن المفاجأة التانية أكبر.. الحكومة خلصت تقريبًا كل بنود الاتفاق مع صندوق النقد… ومستنية زيارة بعثة الصندوق للمراجعتين الخامسة والسادسة. الزيارة دي متوقع بعدها انفراجة أكبر في تدفقات التمويل… سواء من الصندوق نفسه أو من المستثمرين اللي مستنيين إشارة أمان.
وده مش بس كلام رسمي… ده اللي قاله رئيس الوزراء بنفسه. والأقوى من كده… إنه أعلن إن أغلب موارد صفقة علم الروم ضمن الشراكة المصرية القطرية هيتم تحصيلها في ديسمبر.
وجزء نقدي قيمته 3.5 مليار دولار داخل خزينة الدولة… والفلوس دي معمول حساب إنها تروح مباشرة لخفض الدين العام. يعني مش بس سيولة… دي خطوة إصلاح مالي في الصميم.
طب إيه تاثيره كل ده ؟
لما الاحتياطي يزيد، وتدخل استثمارات جديدة… الصورة بتتغير بالكامل. الجنيه بيبدأ يسترد قيمته… مش لأنه اتثبت ولا لأنه اتدخل بالتسعير، لكن لأن المعروض من الدولار بقى أكتر من المطلوب.. ومع تراجع المضاربة وانخفاض توقعات الصعود… السوق هدي، والناس اللي كانت مستنية الدولار يطلع بدأت تعيد حساباتها.
هل ده معناه إن الجنيه راجع لـ40؟ ولا 35؟ الحقيقة إن السوق العالمي متقلب، والدولار نفسه مقابل العملات التانية بيعيش مرحلة اضطراب، وده ينعكس على مصر بشكل أو بآخر.. لكن المهم إن الاتجاه العام بقى واضح… منحنى الهبوط أكبر من موجات الارتفاع الصغيرة.
وهنا السؤال اللي محدش كان متخيله من شهور.. هل الجنيه في 2026 ممكن يكون في مكان تاني خالص؟ الإجابة… لو استمر الاحتياطي في الصعود، وزادت التدفقات، وتمت مراجعات صندوق النقد بنجاح، ومعالجة الدين العام بدأت تؤتي نتائج… يبقى اللي بنشوفه دلوقتي ما هوش ذروة، دي لسة بداية مرحلة جديدة.

