سباق مصر مع الزمن لجمع ملياري دولار.. هل تحقق المستهدف بنهاية مارس 2026؟
في عالم الاقتصاد، أوقات كتير قرار واحد ممكن يغير شكل سنة كاملة ويمكن يغير مسار دولة، ومصر دلوقتي داخلة على سباق حقيقي مع الزمن سباق هدفه توفر ما بين مليار ونص ومليارين دولار قبل نهاية مارس 2026.
خطوة محسوبة بدقة وداخلين فيها من بدري لأن الملف ده مش مجرد رقم مكتوب على ورق لكنه مرتبط بمستقبل التمويل والديون وتكلفة الاقتراض وثقة المستثمرين، تعالوا نشوف الصورة كاملة ونعرف إيه اللي بيحصل ورا الكواليس وليه الـ90 يوم الجايين مهمين بالشكل ده.
مصر الفترة الجاية داخلة على مهمة اقتصادية كبيرة وهي إنها ترجع تطرح سندات دولية في أسواق الدين العالمية بداية 2026 و الهدف من الطرح ده إنها تجمع ما بين مليار ونص ومليارين دولار تساعد بيهم في تمويل احتياجات الموازنة وتقليل الضغط اللي بيزيد كل سنة بسبب التزامات محلية وخارجية كتير، وعلشان الطرح ده يطلع في التوقيت الصح ويدي النتيجة المطلوبة بدأ التحضير له بدري من دلوقتي.
الدولة بتراجع حالة السوق العالمية وبتشوف المستثمرين دلوقتي بيميلوا لإيه وبيخافوا من إيه وبتتواصل مع بنوك استثمار دولية علشان ترتب معاهم شكل الإصدار والطريقة اللي تضمن إن السندات تتخطف بأفضل سعر ممكن.
النقطة دي مهمة جدًا لأن تكلفة الاقتراض بتفرق كل نقطة فائدة بتتوفر معناها ملايين بتفضل في إيد الحكومة بدل ما تروح فوايد للخارج.

ولو بصينا على موازنة الدولة هنلاقي إن العجز خلال أول 3 شهور من السنة المالية الحالية وصل لـ2.5% من الناتج المحلي بدل 2.1% السنة اللي فاتت، الفرق بسيط في الشكل لكنه كبير في الحسابات لأنه معناه مصاريف أكتر من الإيرادات ومن هنا بييجي احتياج التمويل، وعلشان كده الحكومة لازم تفتح لنفسها طرق مختلفة للتمويل من غير ما تعتمد على طريق واحد بس.
اللي يشجع في الموضوع إن مصر خلال الشهور اللي فاتت قدرت تعمل أكتر من إصدار ناجح جدًا، في يناير اتعمل أول طرح سندات دولارية من 4 سنين وجمع ملياري دولار وكان عليه طلب أكبر من 5 أضعاف الكمية اللي اتعرضت وده ساعد الحكومة تقلل الفايدة حوالي 60 نقطة عن السعر الأولي، بعده بفترة قصيرة اتعمل إصدار صكوك دولية قيمتها مليار ونص دولار والطلبات عدت 9 مليارات وده رقم بيقول إن المستثمرين شايفين إن المخاطر قلت وإن الوضع بيستقر.
غير كده الحكومة عملت صفقة خاصة مع بيت التمويل الكويتي وطلعت صكوك بمليار دولار بعائد حوالي 8% لمدة 3 سنين وده إدى سيولة سريعة في وقت كانت محتاجاه فيه.
الخطوات دي كلها بتوصل رسالة قوية للمستثمرين إن مصر ماشية في طريق إصلاح وتحسن وإن قدرتها على سداد التزاماتها ثابتة وده اللي بيخلي الإقبال على السندات أكبر والتكلفة أقل، لكن برضه لازم نعترف إن الطريق مش خالي من التحديات، أسعار الفايدة العالمية ممكن تتقلب في أي وقت ولو ارتفعت هتزود تكلفة الاقتراض، كمان الظروف الجيوسياسية حوالينا بتأثر على شهية المستثمرين وبتخليهم أوقات يترددوا.
بس رغم كل ده الحكومة بتحاول تستغل أي فرصة للتحسين، ولو قدرت تدخل الأسواق في توقيت مناسب وتقدم طرح ناجح زيه زي اللي فات ممكن فعلاً تحقق هدفها وتجيب المليارين دولار قبل مارس 2026. وبكده تكون عدت من أهم 90 يوم في السنة المالية دي بنجاح كبير.

