إيه اللي يخلي قطر والامارات يضخوا المليارات دي كلها في مصر؟
يا ترى ايه اللى يخلي دول زي قطر والامارات يضخوا استثمارات بمليارات الدولارات فى مصر.. وايه المزايا الموجودة عندنا تخلي دول الخليج تستثمر بتقلها في مصر؟ وايه تاثير الاستثمارت الضخمة دي على أزمة نقص الدولار؟
الإمارات حطت 35 مليار في "رأس الحكمة" وقطر داخلة بـ30 مليار في "علم الروم"، والسعودية بتحضر لحزمة مشاريع جديدة في الطاقة والسياحة والبنية التحتية.. فيا ترى إيه اللي بيحصل؟ إيه اللي خلى الدول دي فجأة تتجه بكل القوة للاستثمار في مصر؟
الإجابة ببساطة إن مصر بقت من أكتر الأسواق الجاذبة في المنطقة حالياً… لأسباب كتيسرة جدا.
أول حاجة .. الموقع الجغرافي.. مصر في قلب العالم، بتربط بين آسيا وإفريقيا وأوروبا، وساحلها على البحر المتوسط بقى محور استراتيجي للاستثمار في العقارات والسياحة والنقل.
وده لوحده كفيل يخلي أي مستثمر يفكر ألف مرة قبل ما يسيب فرصة زي دي تفوته.
تاني نقطة.. البنية التحتية.. اللي حصل في العشر سنين اللي فاتوا من تطوير طرق، موانئ، مناطق صناعية، ومدن جديدة، خلق بيئة شبه جاهزة لأي مشروع كبير.

يعني المستثمر مش داخل يبدأ من الصفر… داخل على أرض مجهزة، وشبكات كهربا، وغاز، ومواصلات بتخدمه على طول.
وده بالضبط اللي خلى الإمارات تختار "رأس الحكمة" لتكون مشروعهم العقاري والسياحي العملاق، وقطر تختار "علم الروم" في مطروح — منطقتين في قلب الساحل الشمالي اللي بقى جوهرة البحر المتوسط الجديدة.
تالت حاجة .. الإصلاحات الاقتصادية.. مصر خلال السنين اللي فاتت اشتغلت على تحرير سعر الصرف وتحسين بيئة الاستثمار وتسهيل تحويل الأرباح للخارج.. ودي كانت نقطة كانت مأثرة على جذب الاستثمارات قبل كده، لكن النهارده الوضع اختلف.. المستثمر العربي بقى حاسس إن فيه استقرار في السوق، وإن الحكومة بتفتح له الباب بشكل منظم وواضح.. غير كده، مصر بتقدم "صفقات شراكة" مش بس بيع أراضي
يعني الدولة بتدخل كشريك في الأرباح من خلال هيئة المجتمعات العمرانية أو الصناديق السيادية.. وده بيخلي العلاقة بين المستثمر والحكومة طويلة الأمد مش صفقة وخلاص.
وده عنصر أمان لأي مستثمر كبير بيدور على شريك قوي في دولة عندها وزن اقتصادي.
طب تأثير الاستثمارات دي إيه على أزمة الدولار؟
خلينا نقولها ببساطة.. كل دولار بيدخل استثمار حقيقي بيساعد في تخفيف الضغط على الجنيه.. لأن الاستثمارات دي مش مجرد أموال بتدخل وتخرج، دي تدفقات طويلة الأجل بالدولار بتدخل السوق، وبتخلق مشاريع بتشغل عمالة وتزود الصادرات وتقلل الواردات..يعني بدل ما الدولة تعتمد على القروض، بتعتمد على استثمار بيجيب عملة صعبة مستدامة.
غير كده، لما بيزيد المعروض من الدولار في السوق بسبب الاستثمارات، ده بيخلق نوع من التوازن في سعر الصرف، وبيقلل الفجوة بين السعر الرسمي والموازي.
وده بدأنا نشوف ملامحه فعلاً في الفترة الأخيرة مع تحسن العقود الآجلة للجنيه بعد صفقة "علم الروم"، وارتفاع سندات مصر الدولية.
وفي نقطة تانية مهمة جدًا.. هي الثقة.. كل صفقة جديدة بمليارات الدولارات بتبعت رسالة للعالم إن مصر دولة مستقرة، وإن المستثمرين الكبار شايفين فرص حقيقية هنا.. وده بيشجع مستثمرين تانيين يدخلوا، سواء من الخليج أو من أوروبا وآسيا، وده في النهاية بيخلق دورة إيجابية للاقتصاد.
يعني من الآخر اللي بيخلي الإمارات وقطر وغيرهم يضخوا ملياراتهم في مصر هو مزيج من الموقع، والاستقرار، والبنية التحتية، والعائد الكبير اللي ممكن يحققوه من سوق لسه في بدايته مقارنة بأسواق تانية زي دبي أو الدوحة.
