الخميس 25 ديسمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
تحليل

بنوك تنمو والعربي الأفريقي الدولي يكتفي بالحد الأدنى.. خسر السباق وبات خارج المشهد المصرفي المصري

الخميس 25/ديسمبر/2025 - 01:45 م
البنك العربي الأفريقي
البنك العربي الأفريقي الدولي

بالتزامن مع التحولات المتسارعة التي يشهدها القطاع المصرفي المصري حتى عام 2025، والتي اتسمت بالتوسع في الخدمات الرقمية، وتنويع المنتجات، وتعظيم دور البنوك في تمويل المشروعات الكبرى، تبرز مقارنة الأداء بين البنك العربي الأفريقي الدولي والبنك الأهلي المصري كاشفة لفجوة واضحة بين بنك يكتفي بإدارة الوضع القائم، وآخر يقود مسار النمو والتحديث.

أولًا: الأداء المالي.. أرقام إيجابية بلا تأثير نوعي

حقق البنك العربي الأفريقي الدولي نموًا في صافي أرباحه بنسبة 7.4% خلال أول 9 أشهر من عام 2025، لتصل إلى 255.034 مليون دولار مقابل 237.5 مليون دولار في الفترة المقارنة من 2024. 

كما ارتفعت أرباحه قبل الضرائب إلى 372.868 مليون دولار بنهاية الربع الثالث من 2025، مقارنة بـ 352.1 مليون دولار بنهاية الربع الثالث من 2024.

وعلى مستوى المركز المالي، سجل البنك ارتفاعًا في إجمالي الأصول إلى 19.10 مليار دولار مقابل 18.19 مليار دولار بنهاية ديسمبر 2024، بمعدل نمو 5.04% فقط. 

كما ارتفعت ودائع العملاء إلى 14.10 مليار دولار مقارنة بـ 13.21 مليار دولار، بنمو 6.72%، وارتفعت حقوق الملكية إلى 2.80 مليار دولار.

ورغم إيجابية هذه المؤشرات حسابيًا، فإنها تعكس نموًا محدودًا ومحافظًا لا يرقى إلى مستوى الزخم المصرفي القائم في مصر، ولا يعكس توسعًا حقيقيًا في الأنشطة أو قفزات نوعية في الربحية أو الابتكار.

في المقابل، سجل البنك الأهلي المصري صافي أرباح بلغ نحو 93.52 مليار جنيه مصري بنهاية يونيو 2025، مقابل 70.36 مليار جنيه في نفس الفترة من 2024، محققًا نموًا تجاوز 30%. 

كما بلغت أرباحه قبل الضرائب 166.9 مليار جنيه، مع زيادات كبيرة في صافي الدخل من العائد والأتعاب والعمولات، بما يعكس توسعًا فعليًا في حجم الأعمال وليس مجرد تحسن طفيف في المؤشرات.

ثانيًا: التوسع والمنتجات.. الفارق بين الجمود والحركة

لا تُظهر البيانات المتاحة عن البنك العربي الأفريقي الدولي خلال الفترة الأخيرة إطلاق منتجات مصرفية مؤثرة أو دخول شراكات استراتيجية كبرى، كما لا تبدو هناك مؤشرات على إعادة هيكلة شاملة للخدمات أو استثمارات قوية في التحول الرقمي، ويعكس ذلك توجهًا واضحًا نحو الحفاظ على الوضع القائم بدلًا من استغلال الفرص الواسعة التي يوفرها السوق المصري.

في المقابل، يمتلك البنك الأهلي المصري شبكة واسعة وخدمات مصرفية متنوعة تشهد تطويرًا مستمرًا، مع استراتيجيات واضحة لزيادة القروض، وتوسيع المحفظة الائتمانية، وتنمية إيرادات العائد والأتعاب، إلى جانب دوره المحوري في تمويل المشروعات القومية والكبرى، ما عزز قدرته على جذب عملاء جدد وتوسيع حصته السوقية.

ثالثًا: جذب العملاء والشراكات.. فجوة تتسع

النمو المحدود في أرباح وأصول البنك العربي الأفريقي الدولي يطرح تساؤلات حول قدرته على جذب شرائح جديدة من العملاء أو الدخول في شراكات استراتيجية مؤثرة، خاصة في سوق بات يقيس نجاح البنوك بقدرتها على الابتكار والتوسع، لا بمجرد الاستقرار.

وعلى العكس، يعكس الأداء المالي القوي للبنك الأهلي المصري قدرة عالية على استقطاب العملاء، وتعزيز الشراكات التمويلية، وترسيخ دوره كلاعب رئيسي في دعم الاقتصاد الحقيقي.

وتكشف المقارنة أن البنك العربي الأفريقي الدولي، رغم تحقيقه نموًا محدودًا في الأرباح والأصول، أخفق في استغلال الزخم المصرفي غير المسبوق في مصر، واكتفى بإدارة تقليدية تفتقر إلى الطموح والتحديث، وفي سوق يشهد تطورًا متسارعًا ومنافسة شرسة، لم يعد هذا النهج كافيًا للحفاظ على المكانة أو تعظيم الربحية.

وفي المقابل، يقدم البنك الأهلي المصري نموذجًا لبنك استطاع ترجمة التطوير والتوسع إلى أرقام قوية ونمو مستدام، ما يضع البنك العربي الأفريقي الدولي أمام اختبار حقيقي إما مراجعة شاملة لمساره، أو البقاء على هامش المشهد المصرفي المتغير.