باستثمارات 1.6 مليار دولار.. مشروع جديد سيغير ملامح القاهرة الجديدة
في خطوة استراتيجية تعزز الشراكات الاستثمارية بين مصر والخليج، أعلنت شركة إعمار مصر للتنمية، التابعة لمجموعة إعمار العقارية الإماراتية، عن توقيع اتفاقية شراكة مع مجموعة دلة البركة السعودية لتطوير مشروع سكني فاخر في منطقة القطامية بمدينة القاهرة الجديدة.
يأتي هذا الإعلان في وقت يشهد فيه السوق العقاري المصري انتعاشًا ملحوظًا، مدعومًا بتراجع أسعار العملات الأجنبية وانخفاض تدريجي لأسعار الفائدة، مما يجعل 2025 عامًا حاسمًا للاستثمارات الضخمة.
وباستثمارات إجمالية تصل إلى 1.6 مليار دولار (نحو 78 مليار جنيه مصري)، يعد هذا المشروع أحد أبرز الإضافات للخريطة العمرانية في القاهرة الجديدة، حيث يتوقع أن يولد عوائد استثمارية تصل إلى 2.44 مليار دولار (حوالي 117 مليار جنيه مصري)، وفقًا لتقديرات الشركتين.
ويمثل هذا المشروع تحولًا نوعيًا في تطوير المدن الجديدة بمصر، حيث يركز على دمج السكن الفاخر مع الخدمات المتكاملة، مما يعزز من جاذبية القاهرة الجديدة كوجهة استثمارية وسكنية للطبقات المتوسطة والعليا.
وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض تفاصيل المشروع وتأثيره على الاقتصاد المصري.
مجتمع سكني متكامل على 380 فدانًا
ويقع المشروع في قلب منطقة القطامية، وهي إحدى أكثر المناطق حيوية في القاهرة الجديدة، على مساحة إجمالية تبلغ 380 فدانًا.
ووفقًا للاتفاقية، سيضم المشروع مجتمعًا سكنيًا متكاملاً يشمل آلاف الوحدات السكنية الفاخرة، بما في ذلك شقق وفيلات متنوعة الأحجام لتلبية احتياجات العائلات والمستثمرين.
كما سيحتوي على مرافق ترفيهية متقدمة مثل نوادي رياضية، مناطق خضراء واسعة، ومدارس دولية، بالإضافة إلى مراكز تجارية وخدمات طبية حديثة.
وأبرز ميزات المشروع تشمل الالتزام بأعلى معايير الاستدامة البيئية، حيث سيتم استخدام تقنيات الطاقة المتجددة وأنظمة إدارة المياه الذكية، مما يجعله نموذجًا للتنمية العمرانية الخضراء في مصر.
ومن المتوقع أن يبدأ العمل الإنشائي في الربع الأول من 2026، مع تسليم المراحل الأولى بحلول نهاية 2027.
وهذا التصميم الشامل يهدف إلى تحويل القطامية من منطقة سكنية تقليدية إلى حي حيوي يجمع بين الراحة والإنتاجية، مما يعزز من قيمة العقارات المحيطة بنسبة تصل إلى 30% خلال السنوات الثلاث القادمة، وفقًا لتقارير خبراء السوق العقاري.
شراكة إعمار مصر ودلة البركة
تأتي هذه الشراكة كجزء من استراتيجية أوسع لمجموعة إعمار مصر، التي تمتلك خبرة تزيد عن عقود في تطوير مشروعات عملاقة مثل "أبراج زها حديد" في القاهرة الجديدة.
أما مجموعة دلة البركة، التابعة لشركة سملا وعلم الروم للتنمية العمرانية، فهي لاعب رئيسي في السوق السعودي والإقليمي، مع محفظة استثمارات تتجاوز الـ10 مليارات دولار.
وقد أكدت الشركتان أن هذا التعاون يعكس الثقة المتبادلة في الاقتصاد المصري، خاصة بعد تحقيق نمو في قطاع العقارات بنسبة 15% خلال النصف الأول من 2025.
وأشارت إعمار مصر إلى أن الاستثمار سيخلق آلاف فرص العمل المباشرة والغير مباشرة، مما يدعم أهداف رؤية مصر 2030 في تعزيز التوظيف والتنمية المستدامة.
التأثير على السوق العقاري
ويأتي إطلاق هذا المشروع في وقت يشهد فيه سوق العقارات المصري انتعاشًا، حيث بلغت الاستثمارات العامة في محافظة القاهرة 100.5 مليار جنيه لعام 2025/2024، مع تركيز 16.5 مليار جنيه على تطوير الإسكان.
ووفقًا لتقرير وزارة التخطيط، فإن مشروعات مثل "سكن مصر" و"جنة" في القاهرة الجديدة ساهمت في تسليم آلاف الوحدات السكنية، مع بدء تسليم دفعات جديدة في نوفمبر 2025.
ومع ذلك، يبرز مشروع إعمار ودلة البركة كاستثمار أجنبي كبير، يتجاوز حجم مشروعات أخرى مثل "إلم تري بارك" بـ11 مليار جنيه أو "بيج بيزنس ديستريكت" بـ97 مليار جنيه مبيعات متوقعة.
وخبراء السوق يتوقعون أن يؤدي هذا المشروع إلى ارتفاع أسعار العقارات في القطامية بنسبة 20-25%، مما يجعله فرصة ذهبية للمستثمرين.
كما أنه يعزز الثقة في الشراكات الخليجية-مصرية، خاصة مع مشروعات أخرى مثل "تلالا" بهليوبوليس الجديدة بـ90 مليار جنيه استثمار.
ومع اقتراب نهاية 2025، يعد هذا المشروع خطوة نحو تحويل القاهرة الجديدة إلى مدينة عالمية تجمع بين التراث والحداثة، خاصة مع افتتاح المتحف المصري الكبير الذي يربط القاهرة الحديثة بجذورها الأثرية.
وسيساهم في جذب السياحة والاستثمارات الأجنبية، مما يدعم نمو الاقتصاد المصري بنسبة 4-5% في القطاع العقاري.
ويظهر هذا الإعلان التزام مصر بجذب الاستثمارات الكبرى، ليس فقط لتغيير الملامح العمرانية، بل لصناعة مستقبل أفضل لأجيالها القادمة.
