نيجيريا تتجاهل تهديدات ترمب وتقرر إصدار سندات بقيمة 2.3 مليار دولار
تخطط نيجيريا لبيع سندات "يورو بوند" بقيمة 2.3 مليار دولار في وقت أقربه هذا الأسبوع، لاختبار شهية المستثمرين لهذا النوع من الديون، وذلك بعد أيام فقط من تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتحرك العسكري ضد متشددين إسلاميين في البلاد، وهو ما أثار موجة بيع في الأسواق.
بيع سندات "يورو بوند"
وتسير الحكومة قدما في خططها لبيع ديون لأجل عشر سنوات، إلى جانب أدوات لأجل 15 أو 30 عاماً، وذلك في انتظار موافقة وزارة العدل، بحسب وكالة بلومبرج.
بهذه الخطوة، تنضم نيجيريا إلى كينيا وأنغولا ضمن الدول الإفريقية التي تسعى هذا العام إلى جمع ديون بالعملة الأجنبية، وسط نمو عالمي متماسك وتوقعات بمزيد من خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، ما زاد من شهية المستثمرين للأصول عالية العائد، بما في ذلك السندات السيادية.
ووفقاً لمؤشرات "جي بي مورجان تشيس"، تراجع متوسط الفارق بين العائد على ديون الدول الإفريقية السيادية وعائد سندات الخزانة الأمريكية بنحو النصف منذ أبريل، ليصل إلى 367 نقطة أساس.
وسيكون الطرح النيجيري المرتقب الأول من نوعه منذ أن جمعت البلاد 2.2 مليار دولار في ديسمبر الماضي، فقد تم تأجيل الطرح لفترة وجيزة عقب تهديد ترامب بتحرك عسكري أمريكي ضد المتشددين في البلاد، بحجة فشل الحكومة النيجيرية في منع ما وصفه بالقتل المنهجي للمسيحيين، كما هدد ترامب بقطع المساعدات الأمريكية عن نيجيريا.
من جانبه، رفض الرئيس النيجيري بولا تينوبو تصريحات ترامب، وذلك في منشور على منصة "إكس"، مؤكداً أن نيجيريا دولة ديمقراطية تحكمها ضمانات دستورية لحماية المواطنين من جميع الأديان.
ولم ترد باتينس أونيها، رئيسة مكتب إدارة الدين النيجيري، ولا المتحدث باسم وزارة المالية على طلبات التعليق.
وكان البرلمان النيجيري قد وافق الشهر الماضي على خطة لجمع 2.3 مليار دولار من الديون الخارجية بحلول نهاية العام، إلى جانب 500 مليون دولار من خلال صكوك إسلامية.
ويحل موعد استحقاق سند "يورو بوند" نيجيري بقيمة 1.12 مليار دولار في 21 نوفمبر الجاري.
ووفقا لبيانات جمعتها بلومبرج، فقد باعت حكومات الأسواق الناشئة أكثر من 245 مليار دولار من السندات المقومة بالدولار واليورو منذ بداية هذا العام، وهو بالفعل أعلى مستوى سنوي مسجل منذ عام 2014.
سعر السند النيجيري طويل الأجل
وانخفض سعر السند النيجيري الأطول أجلاً، والمستحق في عام 2051، بنحو سنت واحد خلال اليومين الماضيين ليصل إلى 91.05 سنتاً، مما دفع العائد للارتفاع إلى 9.14%. ويُذكر أن هذا العائد كان قد بلغ ذروته عند 12.11% في أبريل.
ومنذ توليه الحكم في مايو 2023، اتخذ تينوبو خطوات نالت استحسان المستثمرين، منها إلغاء الدعم المكلف على الوقود، والذي كان يثقل كاهل الموازنة العامة، بالإضافة إلى إصلاح نظام الضرائب، في حين سمح البنك المركزي للنايرا بالتداول بشكل أكثر حرية.
وساهمت هذه الإجراءات في ترقية تصنيف نيجيريا الائتماني هذا العام من قبل وكالة "موديز"، التي رفعت تصنيف البلاد إلى B3 من Caa1، مشيرة إلى "تحسن كبير في الموازين الخارجية والمالية للبلاد".
وقالت "موديز" إن هذا التصنيف يضع نيجيريا على أعتاب "العودة إلى الفئة الأوسع من الأسواق الناشئة التي يعتبرها المستثمرون المؤسسيون في أدوات الدين قابلة للاستثمار".
