الذهب ينخفض وسط شكوك حول خفض الفائدة في ديسمبر وضغوط الدولار
تراجعت أسعار الذهب، اليوم الثلاثاء، بالقرب من مستوى 3980 دولارًا للأونصة، وسط حالة من الترقب في الأسواق بشأن سياسات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وأسعار الفائدة، في حين واصل الدولار الأميركي صعوده، ما زاد الضغوط على المعدن النفيس.
وجاء انخفاض الذهب بعد أن أحجم ثلاثة من صناع السياسة في مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن تأييد خفض جديد لأسعار الفائدة في الاجتماع المقبل المقرر في ديسمبر، مما دفع المستثمرين لإعادة تقييم توقعاتهم بشأن السوق. ووفقًا للتداولات المبكرة، سجل الذهب 3981.86 دولار للأونصة في الأسواق الآسيوية عند الساعة 9:27 صباحًا بتوقيت سنغافورة، بعد أن تأرجح بين المكاسب والخسائر يوم الإثنين.
وقالت عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، ليزا كوك، إن المخاطر المرتبطة بضعف سوق العمل تبدو أكبر من مخاطر ارتفاع التضخم مرة أخرى، لكنها امتنعت عن تأييد خفض جديد للفائدة الشهر المقبل، وهو ما يتماشى مع تصريحات زميليها ماري دالي وأوستان غولسبي. ويأتي هذا في الوقت الذي يسعى فيه المستثمرون لتقدير مدى تأثير السياسة النقدية الأميركية على أسعار الذهب، الذي يُعتبر أصلًا آمنًا لا يدر عائدًا مباشرًا، ويزداد جاذبيته عند سياسات تيسير نقدي أكبر.
وكان الذهب قد سجل مكاسب قياسية منتصف الشهر الماضي قبل أن يتراجع لاحقًا بفعل المخاوف من أن ارتفاعه كان سريعًا للغاية. وأوضح كايل رودا، المحلل في شركة "كابيتال دوت كوم" (Capital.com Inc)، أن هناك خطرًا بأن يسعى الفيدرالي لتقليص توقعات خفض أسعار الفائدة، مما قد يدفع العوائد والدولار للارتفاع، ويزيد الضغوط على المعدن النفيس.
وفي سياق متصل، حذر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، المستثمرين في نهاية الشهر الماضي من الافتراض بأن البنك المركزي سيقدم على خفض آخر في ديسمبر، في تصريحات تهدف إلى كبح توقعات الأسواق.
كما شهدت المعادن الثمينة الأخرى تراجعًا؛ إذ هبطت أسعار الفضة والبلاديوم، بينما استقر البلاتين دون تغيير يُذكر. وأثرت التطورات الأخيرة في الصين أيضًا على الأسواق، حيث أعلنت السلطات أن بعض تجار التجزئة لن يتمكنوا من الاستفادة الكاملة من خصم ضريبة القيمة المضافة على بعض المنتجات، ما أضاف حالة من الغموض حول توقعات الطلب العالمي على الذهب.
وفي المجمل، فإن أسعار الذهب اليوم تعكس مزيجًا من الضغوط الخارجية، أبرزها قوة الدولار الأميركي واستمرار الترقب لقرارات الفيدرالي، إلى جانب مخاوف تتعلق بالطلب من الأسواق الآسيوية، في حين يبقى المعدن النفيس حساسًا لأي تغييرات في السياسة النقدية الأميركية. ويظل المستثمرون والمتعاملون في السوق حذرين، مع مراقبة دقيقة لتطورات الفائدة والبيانات الاقتصادية المقبلة لتحديد اتجاه الأسعار في الأسابيع المقبلة.
