قفزة غير مسبوقة في ثروات أغنى 10 أمريكيين بـ698 مليار دولار خلال عام واحد
كشف تقرير جديد صادر عن منظمة أوكسفام الأمريكية أن الثروة الجماعية لأغنى عشرة مليارديرات في الولايات المتحدة ارتفعت خلال العام الماضي بمقدار 698 مليار دولار، في زيادة غير مسبوقة تُبرز اتساع الفجوة بين الأغنياء وبقية فئات المجتمع الأمريكي.
وأوضح التقرير أن هذه القفزة الكبيرة في ثروات كبار الأثرياء تعود إلى الارتفاع القياسي في أسعار الأسهم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والتي دفعت بقيمة أصولهم إلى مستويات غير مسبوقة، مشيرًا إلى أن ما حققوه من أرباح خلال عام واحد يعادل تقريبًا الناتج المحلي الإجمالي لبلد بحجم سويسرا.
وأشار التقرير إلى أن أغنى عشرة أشخاص في الولايات المتحدة – بينهم إيلون ماسك، وجيف بيزوس، وبيل غيتس، ومارك زوكربيرغ، ولاري إليسون، ووارن بافيت – يملكون معًا ثروة تتجاوز الآن 1.8 تريليون دولار، وهو ما يعادل ثروة نصف سكان الولايات المتحدة من الفئات الأقل دخلاً.
وأكدت أوكسفام أن هذه الزيادة الحادة في الثروات تؤكد "الخلل البنيوي في النظام الاقتصادي الأمريكي"، محذّرة من أن استمرار تراكم الثروة في أيدي قلة من الأفراد يمثل تهديدًا للاستقرار الاجتماعي والاقتصادي على المدى الطويل.
كما دعا التقرير إلى فرض ضرائب تصاعدية أكثر عدالة على الثروة والأرباح الرأسمالية، وإلى تبني سياسات حكومية تضمن توزيعًا أكثر توازنًا للدخل، موضحًا أن الشركات العملاقة، خصوصًا في مجالات التكنولوجيا والطاقة، تواصل تسجيل أرباح ضخمة دون مساهمة كافية في تمويل الخدمات العامة.
وبحسب تحليل المنظمة، فإن ثروة إيلون ماسك وحده زادت بأكثر من 180 مليار دولار خلال العام الماضي، مدفوعة بصعود أسهم شركتي “تسلا” و“سبيس إكس”، فيما أضاف جيف بيزوس نحو 120 مليار دولار إلى ثروته، بفضل الأداء القوي لشركة “أمازون” وتوسعها في خدمات الذكاء الاصطناعي السحابي.
أما مارك زوكربيرغ، فقد شهدت ثروته ارتفاعًا بنحو 100 مليار دولار بعد قفزة سهم شركة “ميتا” نتيجة نجاح منصات الفيديو القصيرة والواقع الافتراضي، بينما ارتفعت ثروة بيل غيتس ولاري إليسون ووارن بافيت بنسب متفاوتة تتراوح بين 40 و70 مليار دولار لكل منهم.
وحذّر التقرير من أن الفوارق الاقتصادية المتزايدة تهدد فرص النمو الشامل في الولايات المتحدة، حيث يستفيد الأثرياء من أدوات مالية واستثمارات معقدة تتيح لهم تعظيم أرباحهم في ظل نظام ضريبي غير منصف، بينما تعاني الطبقات المتوسطة والفقيرة من ارتفاع تكاليف المعيشة والديون الشخصية.
وفي ختام التقرير، شددت أوكسفام على ضرورة أن تتبنى الحكومة الأمريكية "إصلاحات جذرية" في النظام الضريبي، تضمن أن يساهم الأغنياء بنصيبهم العادل في دعم الاقتصاد والمجتمع، مؤكدة أن معالجة اختلال توزيع الثروة أصبحت شرطًا أساسيًا للحفاظ على التماسك الاجتماعي وضمان استدامة النمو الاقتصادي في المستقبل.
