قيود أمريكية جديدة على تصدير الرقائق تفتح جولة جديدة في الحرب التكنولوجية مع الصين
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة لن تسمح لشركة "إنفيديا" (Nvidia)، الرائدة في صناعة الرقائق الإلكترونية والذكاء الاصطناعي، بتصدير أحدث معالجاتها المتقدمة إلى الصين، في خطوة تعكس تشديدًا جديدًا للقيود التكنولوجية المفروضة على بكين ضمن مساعي واشنطن للحفاظ على تفوقها في مجال الذكاء الاصطناعي والرقائق الفائقة الأداء.
وقال ترامب في تصريحات صحفية، الإثنين، إن واشنطن ستواصل تقييد تصدير الرقائق الأكثر تطورًا، خصوصًا تلك التي يمكن أن تُستخدم في تطبيقات عسكرية أو أمنية متقدمة، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن "إنفيديا" يمكنها مواصلة التعامل التجاري مع السوق الصينية في مجالات أخرى لا تمس الأمن القومي الأمريكي.
وأضاف ترامب: "نحن نريد الحفاظ على ريادتنا في مجال الذكاء الاصطناعي والرقائق المتقدمة، ولكن دون أن نغلق الباب أمام التجارة العادلة".
وأكد أن إدارته تعمل على صياغة إطار متوازن يتيح للشركات الأمريكية الاستفادة من السوق الصينية الضخمة، مع ضمان عدم تسرب التكنولوجيا الحساسة إلى الاستخدامات العسكرية لبكين.
ويأتي هذا القرار في سياق تصاعد الحرب التكنولوجية بين واشنطن وبكين، التي بدأت منذ عام 2019 حين فرضت الولايات المتحدة قيودًا على صادرات الشرائح المتقدمة وأدوات تصنيعها إلى الصين، لمنع الأخيرة من تحقيق اختراقات في مجالات الحوسبة الفائقة والذكاء الاصطناعي.
ويرى محللون أن تصريحات ترامب تمثل تحولًا طفيفًا في اللهجة مقارنة بالقيود الصارمة التي فرضتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن، حيث تسعى الإدارة الحالية إلى تحقيق توازن بين الأمن القومي والمصالح التجارية لشركات التكنولوجيا الأمريكية التي تعتمد بشكل كبير على السوق الصينية.
وتُعد شركة "إنفيديا" الأمريكية اللاعب الأبرز في صناعة معالجات الذكاء الاصطناعي، إذ تستحوذ على أكثر من 80% من السوق العالمية لوحدات معالجة الرسوميات (GPU) المستخدمة في تدريب النماذج الذكية. وكانت الشركة قد طورت شرائح جديدة مخصصة للسوق الصينية لتتوافق مع القيود الأمريكية السابقة، لكنها لا ترقى إلى مستوى الأداء الكامل لأحدث شرائحها مثل H200 وB100.
ويشير خبراء الصناعة إلى أن استمرار القيود قد يدفع الصين إلى تسريع تطوير بدائل محلية عبر شركات مثل هواوي وبيرينج تشيب، في حين تواجه الشركات الأمريكية خطر فقدان حصة سوقية مهمة في واحدة من أسرع الأسواق التكنولوجية نموًا في العالم.
