الإثنين 03 نوفمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
أخبار

العملات المشفّرة تتراجع قبل صدور بيانات الوظائف الأمريكية

الإثنين 03/نوفمبر/2025 - 08:59 ص
بيتكوين
بيتكوين

شهدت أسواق العملات المشفّرة تراجعًا ملحوظًا في تعاملات الأحد، وسط حالة من الحذر والترقب لبيانات التوظيف الأمريكية المنتظر صدورها بنهاية الأسبوع الجاري، والتي يُعوِّل عليها المستثمرون لتقدير اتجاهات السياسة النقدية المقبلة للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

وأظهرت بيانات منصة «كوين غيكو» (CoinGecko) أن البيتكوين، العملة الرقمية الأكبر من حيث القيمة السوقية، تراجعت بنحو 1.7% خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية لتسجّل نحو 108 آلاف دولار، بينما انخفضت الإيثريوم بنسبة 3.5% لتتداول قرب 3750 دولارًا. كما سجّلت العملات البديلة خسائر أكبر مع توجه المستثمرين إلى تقليص المخاطر والتمسك بمراكز دفاعية في ظل حالة من الضبابية التي تسيطر على الأسواق.

ويأتي هذا التراجع في أعقاب تصريحات وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت خلال مقابلة متلفزة مع شبكة CNN في عطلة نهاية الأسبوع، حذّر فيها من التأثيرات السلبية لأسعار الفائدة المرتفعة على بعض قطاعات الاقتصاد، وعلى رأسها قطاع العقارات، الذي أشار إلى أنه دخل في حالة من الركود نتيجة تشديد السياسة النقدية المستمر.

وأضاف بيسنت أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يمتلك الآن مساحة محدودة للتحرك نحو خفض أسعار الفائدة في الفترة المقبلة، وهو ما أنعش في البداية الآمال بتحسن السيولة في الأسواق المالية، قبل أن تتراجع تلك التوقعات مجددًا وسط مخاوف من أن يكون أي خفض للفائدة نتيجة تباطؤ اقتصادي أعمق.

وفي الوقت نفسه، حذّر بيسنت من أن استمرار تكاليف الاقتراض المرتفعة قد يفاقم الضغوط الاقتصادية، لا سيما على الأسر المثقلة بالديون، مؤكدًا أن تحقيق التوازن بين استقرار الأسعار ودعم النمو الاقتصادي يظل تحديًا رئيسيًا أمام صانعي السياسات النقدية في الولايات المتحدة.

ووفقًا لتحليل صادر عن مؤسسة «غلاسنود» (Glassnode) المتخصصة في بيانات البلوكتشين، فشلت البيتكوين في تجاوز مستوى 113 ألف دولار الذي يمثل متوسط تكلفة حيازة المستثمرين قصيري الأجل، وهو ما وصفه التقرير بأنه "الخط الفاصل بين المراحل الصعودية والتصحيحية" في مسار العملة الرقمية. وأشار التحليل إلى أن الأسعار بقيت دون هذا المستوى لثلاثة أسابيع متتالية بعد فترة تداول استمرت ستة أشهر فوقه، ما يعكس فتور الطلب وضعف الزخم الشرائي عند المستويات الحالية.

كما لفت التقرير إلى أن السيولة في سوق الكريبتو ما زالت محدودة، مع انخفاض أحجام التداول وتراجع شهية المخاطرة، في وقت يستعد فيه المستثمرون لاستئناف التداولات في الأسواق الأمريكية يوم الاثنين. وتتمحور الأنظار حاليًا حول تقرير الوظائف الأمريكية المقرر صدوره يوم الجمعة المقبل، والذي من المتوقع أن يُظهر تباطؤًا في وتيرة التوظيف واستقرارًا في معدل البطالة، وهو ما قد يشكّل اختبارًا جديدًا لقدرة الفيدرالي على تحقيق ما يُعرف بـ«الهبوط السلس» دون الدخول في ركود اقتصادي.

ويرى مراقبون أن أي مؤشرات على ضعف سوق العمل الأمريكي قد تُترجم إلى ضغوط بيعية على الدولار ومكاسب محدودة للعملات المشفّرة على المدى القصير، لكنها في المقابل قد تعزز مخاوف المستثمرين بشأن النمو العالمي، مما يضيف مزيدًا من التقلبات إلى الأسواق الرقمية خلال الأيام المقبلة.