قصة الـ5 قروش.. قرية "البشندي" اتحولت من الفقر للعالمية.. وكليمها بيتعرض في متاحف باريس
في وقت ناس كتير بتشتكي من الظروف ومفيش فرص، فيه قرية في صعيد مصر قررت تخلق فرصها بإيديها.. قرية صغيرة اسمها "البشندي" في محافظة الوادي الجديد، قدرت تحول الحكاية من فقر شديد لقصة نجاح بيتحاكى بيها في العالم كله.
وكل ده بدأ من 5 قروش بس، واتحول لكليم بيتعلق في متاحف باريس وروما، وقرية دخلت ضمن أجمل 10 قرى في مصر .. تعالوا نعرف حكايتها.
البشندي.. الاسم اللي بقى رمز للكفاح والإصرار.. القرية دي زمان كانت من أكتر القرى الفقيرة، لا شغل ولا خدمات ولا أمل في بكرة.
لكن سنة 1979 حصلت الحكاية اللي غيرت كل حاجة.. واحد من أهل القرية توفى، وأهله ماقدروش يجيبوا تمن الكفن، وقتها، أهل القرية اتجمعوا وقالوا "كل بيت يحط 5 قروش".
وبالفعل جمعوا المبلغ واشتروا الكفن، وبعدها اكتشفوا إن باقي شوية فلوس صغيرة جدًا، لكنهم قرروا يستغلوها بشكل مختلف.. قالوا: "ليه ما نعملش مشروع يخدم البلد؟" ومن هنا كانت البداية.
بـ5 قروش بدأوا أول مشروع صغير لتصنيع الكليم والسجاد اليدوي، وبالإصرار والشغل النضيف، المشروع كبر والقرية كلها اشتغلت فيه.
والفضل الكبير بيرجع لراجل اسمه الحاج عبد السلام سنوسي، اللي أسس أول جمعية تنموية في القرية .. و بدأ من أوضة صغيرة لتعليم البنات الخياطة، والأوضة دي كبرت وبقت مشاريع إنتاجية ضخمة.
النهاردة في البشندي أكتر من 20 مشروع إنتاجي، منها مطحن غلال، مركز تدريب، فراكة أرز، مشاريع بيئية، ومزرعة لإنتاج الخضار والفاكهة، كل ده بدأ بفكرة بسيطة.
كليم البشندي بقى علامة مسجلة، بيتصدر برا مصر، وبيتعرض في متاحف باريس، روما، وأمريكا، بعض القطع بقت مقتنيات دائمة هناك! تخيل قرية كانت فقيرة لدرجة إنها ما كانتش تقدر تشتري كفن، النهارده فنها بيزين متاحف أوروبا!
الدولة كمان ما سابتهمش لوحدهم .. البشندي خدت دعم ومنح من السفارة الكندية والألمانية لتطوير صناعة الغزل والصباغة، وده ساعدهم يوسعوا شغلهم ويوصلوا للعالمية.
القرية كمان اتغير شكلها تمامًا.. كل البيوت بقت ملونة نفس اللون، الميادين اتطورت، والمواشي اتنقلت بره الكتلة السكنية، وبقى عندهم ممشى سياحي ومشروعات نظافة وتشجير.
كل ده خلى "البشندي" تدخل ضمن أفضل 10 قرى منتجة في مصر، وتتحول لرمز للإصرار والإبداع الجماعي.
النهاردة لما تزور القرية، مش بس هتشوف كليم وسجاد، هتشوف حكايات مرسومة بالخيوط.. كل غرزة فيها حكاية كفاح، وكل لون فيها أمل في بكرة أحسن.
يعني من الاخر كده البشندي أثبتت إن النجاح مش محتاج ملايين.. محتاج نية وشغل وإصرار .. 5 قروش بس كانت شرارة حلم، والحلم ده خلى القرية دي مثال يتدرس لكل مصر.

