روسيا تخطط لإصدار سندات سيادية مقومة باليوان لأول مرة

قالت مصادر لرويترز إن روسيا تخطط لإصدار سندات مقومة باليوان لأول مرة في السوق المحلية هذا العام مما يوفر خيارا استثماريا لكميات ضخمة من السيولة المقومة باليوان تراكمت لدى المصدرين والبنوك من مبيعات الطاقة الروسية إلى الصين.

وقالت ثلاثة مصادر في السوق المالية إن وزارة المالية تخطط لطرح ما يصل إلى أربعة إصدارات بقيمة إجمالية تصل إلى 400 مليار روبل (5 مليارات دولار) مع آجال استحقاق تتراوح بين ثلاث إلى عشر سنوات.

من المقرر إبرام الصفقة في أوائل ديسمبر. وقال أحد المصادر: "إنهم يستهدفون أوسع شريحة من المستثمرين، من البنوك وشركات إدارة الأصول إلى الوسطاء العاملين في سوق عملاء التجزئة".

وقال مصدر آخر إن وزارة المالية عقدت اجتماعات مع مشترين محتملين، بما في ذلك البنوك والمستثمرين المؤسسيين الآخرين، لعرض المعايير المحتملة لسندات اليوان عليهم.

ومن الممكن أيضًا إجراء المعاملات بالسندات بالروبل الروسي بسعر الصرف الحالي.

وتجري الاستعدادات في وقت تقوم فيه شركتان نفطيتان روسيتان خاضعتان لعقوبات أمريكية، وهما روسنفت ولوك أويل، بتحويل أرباحهما باليوان قبل 21 نوفمبر، عندما تدخل العقوبات حيز التنفيذ.

وبحسب محللين من وكالة البيانات "سي بوندز"، هناك سندات شركات مقومة باليوان بقيمة 166 مليار روبل قيد التداول حاليا في روسيا.

صرّح وزير المالية أنطون سيلوانوف في مايو الماضي بأن 90% من إجمالي التجارة بين روسيا والصين تتم بالروبل واليوان، دون تحديد حصة اليوان. وبلغت التجارة بين روسيا والصين مستوى قياسيًا بلغ 245 مليار دولار العام الماضي.

وسيتم إصدار السندات في بورصة موسكو (MOEX)، التي تخضع لعقوبات غربية، وستكون محظورة على غالبية المستثمرين الأجانب، بما في ذلك المستثمرين من الصين ودول آسيوية أخرى.

وتجري روسيا مفاوضات مع الصين لإنشاء "جسر" بين الأسواق المالية في البلدين، والذي من شأنه تمكين المستثمرين الصينيين من الوصول إلى الأصول الروسية دون أن يخضعوا لمراقبة الجهات التنظيمية الغربية.

ولم تسفر المفاوضات حتى الآن عن نتائج، على الرغم من العلاقات السياسية القوية بين روسيا والصين و"سياسة الشراكة بلا حدود" التي أعلنها الرئيس فلاديمير بوتن والرئيس الصيني شي جين بينج.

وأكد مصدر في وزارة المالية، رفض الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر، أن الأمر قيد العمل وسيتم الإعلان عنه قريبا.

ويتوقع المحللون طلبا قويا على السندات من المصدرين الروس، بما في ذلك شركات الطاقة الكبرى، وكثير منهم يحتفظون حاليا بأرباحهم المقومة باليوان في ودائع مصرفية، مما يدفع أسعار الفائدة على اليوان داخل روسيا إلى مستوى منخفض قياسي.

وقال محللون في رينيسانس كابيتال إن هذا الطرح من شأنه أيضا أن يخفف بعض مخاطر العملات الأجنبية بالنسبة للنظام المصرفي الذي يعاني من التضخم بفضل السيولة باليوان من مبيعات الطاقة الروسية إلى الصين، ويساعد البنوك على تلبية المتطلبات التنظيمية.