ليلة رعب في الصاغة.. أسعار الدهب رايحة على فين؟
هو ايه اللي بيحصل في سوق الدهب؟ وليه فجأة الأسعار ارتفعت بالشكل ده؟ وهل اللي حصل ده طبيعي ولا احنا داخلين على موجة جديدة من القفزات؟ وهل بعد الارتفاعات الجنونية دي ممكن نشوف تصحيح قريب ولا الدهب مكمل طالع؟
اللي بيحصل في سوق الدهب الايام دي مش مفصول عن اللي حصل في امريكا ولا عن قرار الفيدرالي الامريكي اللي قرر يخفض اسعار الفايدة 25 نقطة اساس القرار ده كان شرارة قوية خلت المستثمرين في العالم كله يعيدوا حساباتهم لان الدهب دايما بيتأثر بشكل مباشر بأي تغيير في سياسة الفايدة اول ما الفايدة تنزل جاذبية الاحتفاظ بالكاش بتقل وساعتها الدهب بيرجع يتصدر المشهد كملاذ امن واداة تحوط.
بعد القرار مباشرة شفنا الدهب العالمي بيقفز بقوة ويدخل مستويات قياسية جديدة وده انعكس بشكل مباشر على السوق المصري لان احنا مرتبطين بالسعر العالمي زائد عامل سعر الصرف فالمواطن اللي كان متابع الاسعار حس ان الدهب بيجري جري ومفيش اي تهدئة والاسعار بقت بتتغير اكتر من مرة في اليوم.
القصة هنا مش بس في خفض الفايدة لكن كمان في الرسالة اللي بعثها الفيدرالي للسوق الفيدرالي قال بشكل واضح ان دورة التشديد النقدي انتهت وان المرحلة الجاية فيها ميل للتيسير وده معناه ان الفايدة ممكن تنزل كمان قدام وده خلى الصناديق الاستثمارية الكبيرة ترفع مراكزها في الدهب تحسبا للمرحلة اللي جاية خصوصا مع استمرار المخاوف الجيوسياسية والتوترات العالمية وعدم وضوح الرؤية الاقتصادية في اكتر من منطقة في العالم.
الدهب في الحالة دي بيبقى المستفيد الاول لان المستثمر لما يبقى قلقان من التضخم ومن تآكل قيمة العملة بيروح لحاجة يحافظ بيها على قيمة فلوسه والدهب تاريخيا هو الاختيار المفضل وعلشان كده شفنا طلب قوي جدا سواء من بنوك مركزية او من مؤسسات مالية او حتى من افراد.
في السوق المصري الموضوع اتضاعف لان عندك طلب استثماري محلي عالي جدا الناس شايفة ان الدهب وسيلة حفظ قيمة في ظل تقلبات العملة وده بيخلق ضغط اضافي على الاسعار خصوصا مع محدودية المعروض في بعض الفترات فتركيبة السعر هنا بقت عالمية ومحلية في نفس الوقت.
طب هل الاسعار دي مبالغ فيها؟ وهل ممكن يحصل تصحيح قريب؟
التحليل بيقول ان اي صعود حاد وسريع لازم يقابله فترات هدوء او تصحيح وده طبيعي في اي سوق بس السؤال امتى وبكام التصحيح ده هيبقى مرتبط بعوامل كتير اولها هل الفيدرالي هيكمل تخفيض الفايدة ولا لأ وهل التضخم في امريكا هيهدى ولا يرجع يطلع تاني وكمان ايه اللي هيحصل في التوترات السياسية العالمية.
لو شفنا بيانات تضخم قوية او الفيدرالي لمح انه ممكن يوقف التخفيضات ساعتها الدهب ممكن يتعرض لجني ارباح وتصحيح محدود لكن لو الاتجاه العام فضل داعم للدهب فالتصحيح هيبقى فرصة شراء مش نهاية موجة الصعود.
المحللين كمان شايفين ان المستويات الحالية للدهب قوية لكن لسه مش فقاعة لان الطلب الحقيقي موجود والدعم جاي من بنوك مركزية بتزود احتياطياتها دهب ومن مستثمرين كبار بيحولوا جزء من محافظهم للدهب كتحوط طويل الاجل.
فاللي بيحصل في سوق الدهب نتيجة طبيعية لتغيرات كبيرة في السياسة النقدية العالمية وقرار خفض الفايدة كان الشرارة مش السبب الوحيد واللي جاي هيبقى مرتبط بالبيانات الاقتصادية والقرارات القادمة لكن الاكيد ان الدهب رجع لاعب اساسي في المشهد المالي العالمي واي حركة جاية لازم تتقري بهدوء ومن غير اندفاع لان السوق بقى حساس واي خبر صغير ممكن يعمل حركة كبيرة.
