أسعار الذهب ترتفع في آسيا بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق الآسيوية صباح اليوم الخميس، لتكسر سلسلة خسائر استمرت لأربع جلسات متتالية، بدعم من قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة. وجاء هذا الارتفاع وسط ترقب المستثمرين للمحادثات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، والتي عززت الثقة في استقرار الأسواق العالمية.
وارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.8% إلى 1,987 دولارًا للأونصة، بعد أن كان قد سجل انخفاضًا متواصلًا خلال الجلسات الأربع السابقة. كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.7% لتصل إلى 1,992 دولارًا للأونصة. ويعزو محللون هذا التعافي إلى التأثير المباشر لخفض الفائدة الأمريكية على تكاليف الاقتراض، مما يزيد من جاذبية الذهب كأصل آمن ويحد من قوة الدولار الأمريكي في الأسواق العالمية.
وقال المحلل المالي أيمن حجازي: "القرار الأخير للفيدرالي بإبطاء الفائدة جاء مفاجئًا للبعض، ولكنه عزز من توجهات المستثمرين نحو الأصول الثابتة، وخاصة الذهب، كوسيلة للحفاظ على رأس المال في ظل التوقعات بتباطؤ النمو الاقتصادي الأمريكي". وأضاف: "المستثمرون يراقبون عن كثب أي مؤشرات حول السياسة النقدية الأمريكية المستقبلية، حيث أن أي رفع محتمل للفائدة يمكن أن يضغط مجددًا على أسعار الذهب".
وعلى صعيد السوق المحلي، شهدت بورصات المعادن في آسيا نشاطًا مكثفًا، خاصة في الصين والهند، أكبر مستهلكين للذهب عالميًا. وأشارت بيانات البورصة في شنغهاي إلى زيادة الطلب على الذهب بنسبة 15% مقارنة باليوم السابق، فيما سجلت بورصات مومباي ارتفاعًا ملحوظًا في تعاملات السبائك والعملات الذهبية، مع استمرار عمليات الشراء بغرض التحوط والاستثمار طويل الأجل.
ويأتي هذا الارتفاع في الذهب في وقت يواصل فيه الدولار الأمريكي تسجيل بعض التذبذب مقابل العملات الرئيسية، بعد سلسلة بيانات اقتصادية أظهرت تباطؤ معدل النمو وتراجع بعض مؤشرات التوظيف في الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن تستمر أسعار الذهب في التذبذب خلال الأسابيع المقبلة، مع استمرار المستثمرين في تقييم أثر السياسات النقدية الأمريكية على الأسواق العالمية.
ومن الناحية الفنية، يرى خبراء المعادن أن مستوى الدعم الحالي للذهب عند 1,970 دولارًا للأونصة قد يشكل قاعدة جيدة لمزيد من المكاسب، بينما يشير مستوى المقاومة عند 2,010 دولارات إلى احتمالية تصحيح الأسعار في حالة تحسن معنويات المستثمرين أو تعافي الدولار الأمريكي.
يذكر أن الذهب، كأصل آمن، يميل إلى الاستفادة من الأزمات الاقتصادية والسياسية العالمية، ويعد جزءًا أساسيًا من محافظ الاستثمار لتقليل المخاطر. ومع استمرار المخاوف المتعلقة بالسياسات النقدية والتوترات التجارية، من المتوقع أن يبقى الطلب على الذهب مرتفعًا في الأسواق العالمية.
