«فولكس فاجن» تتكبد خسائر تفوق المليار يورو بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية
أعلنت شركة فولكس فاجن الألمانية، إحدى أكبر مجموعات صناعة السيارات في العالم، عن تسجيل خسارة صافية بلغت 1.07 مليار يورو خلال الربع الثالث من عام 2025، متأثرة بتداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية على السيارات الأوروبية والتكاليف المرتفعة المرتبطة ببرنامج إعادة هيكلة علامة بورش التابعة لها.
وقالت الشركة، في بيان رسمي صادر من مقرها في فولفسبورج اليوم الخميس، إن النتائج جاءت أقل من توقعات السوق، إذ واجهت المجموعة ضغوطًا مالية ناتجة عن التوترات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، والتي أثرت على حجم صادرات السيارات الفاخرة إلى السوق الأمريكية، إلى جانب ارتفاع تكاليف الإنتاج والطاقة في أوروبا.
وأوضحت "فولكس فاجن" أن الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة التي فرضت في الربع الثالث من العام الجاري على واردات السيارات الأوروبية بنسبة تراوحت بين 15% و25%، ألحقت أضرارًا مباشرة بأرباحها التشغيلية، خصوصًا في قطاع السيارات الرياضية والفاخرة الذي تعتمد عليه الشركة كمصدر رئيسي للعائدات. كما أشارت إلى أن برنامج إعادة هيكلة "بورش"، والذي يشمل تقليص العمالة وتحسين كفاءة خطوط الإنتاج وتوسيع نطاق الاستثمار في المركبات الكهربائية، أدى إلى تكبد مصروفات استثنائية تجاوزت 800 مليون يورو خلال الفترة ذاتها.
من جانبه، قال أوليفر بلومه، الرئيس التنفيذي لمجموعة فولكس فاجن، إن النتائج الحالية "تعكس مرحلة انتقالية صعبة لكنها ضرورية لتحديث نموذج العمل وتحسين الكفاءة التشغيلية على المدى الطويل"، مضيفًا أن المجموعة تواصل "الاستثمار بقوة في تطوير السيارات الكهربائية والهجينة، والبنية التحتية لشحن المركبات، استعدادًا للانتقال الكامل نحو الحياد الكربوني بحلول عام 2040".
وبحسب البيان المالي، بلغ إجمالي إيرادات فولكس فاجن خلال الربع الثالث نحو 78.9 مليار يورو، بانخفاض طفيف قدره 2.5% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، في حين تراجع هامش الأرباح التشغيلية إلى 3.1% مقارنة بـ 6.4% خلال الربع الثالث من عام 2024.
وتتوقع الشركة أن يظل عام 2025 عامًا مليئًا بالتحديات، خاصة في ظل استمرار التقلبات في أسواق الطاقة والمواد الخام، إلى جانب المنافسة المتزايدة من الشركات الصينية في قطاع السيارات الكهربائية. كما أشارت فولكس فاجن إلى أنها تعمل على إعادة تقييم خططها الاستثمارية في السوق الأمريكية بالتعاون مع شركائها المحليين لمواجهة آثار الرسوم الجمركية الجديدة وتعديل استراتيجيتها التسويقية بما يتناسب مع المتغيرات الحالية.
ورغم الخسائر الفصلية، أكدت المجموعة أنها ماضية في تنفيذ خطتها الاستراتيجية "Accelerate Forward | Road to 2030"، التي تركز على التحول الرقمي والتوسع في إنتاج السيارات الكهربائية عبر علامات مثل أودي، سكودا، وسيات، إلى جانب تعزيز حضورها في الأسواق الناشئة مثل الهند وأمريكا اللاتينية وأفريقيا.
وتُعد فولكس فاجن أكبر مجموعة سيارات في أوروبا، وتضم تحت مظلتها أكثر من 12 علامة تجارية تشمل بورش، أودي، لامبورجيني، بنتلي، سكودا، وسيات. وتوظف الشركة أكثر من 670 ألف عامل حول العالم، وتُعد من الركائز الأساسية للاقتصاد الألماني، إذ تسهم بنسبة تتجاوز 5% من الناتج الصناعي للبلاد.
