ارتفاع التبادل التجاري الزراعي بين روسيا وبيلاروس بنسبة 22% خلال 2025
شهدت العلاقات الاقتصادية بين روسيا وبيلاروس تطورًا لافتًا خلال العام الجاري، حيث سجل حجم التبادل التجاري في المنتجات الزراعية بين البلدين ارتفاعًا بنسبة 22% في الفترة من يناير حتى أغسطس 2025، مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي، وفقًا لتقارير شبكة تليفزيون "بريكس" الدولية، التي أكدت أن هذه الزيادة تعكس قوة الشراكة الاستراتيجية في مجالات الأمن الغذائي والإنتاج الزراعي.
ويأتي هذا النمو في وقت تشهد فيه المنطقة الأوروبية الشرقية تحولات اقتصادية عميقة نتيجة استمرار العقوبات الغربية على روسيا، ما دفع موسكو إلى توسيع شراكاتها التجارية مع بيلاروس ودول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وتعزيز الاعتماد المتبادل في القطاعات الإنتاجية، وفي مقدمتها الزراعة التي أصبحت أحد محاور الأمن الاقتصادي والغذائي المشترك.
وبحسب البيانات، واصلت روسيا زيادة صادراتها من الحبوب والزيوت النباتية إلى بيلاروس خلال العام الجاري، مستفيدة من ارتفاع الإنتاج الزراعي المحلي نتيجة برامج دعم المزارعين والتوسع في استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة. في المقابل، عززت بيلاروس صادراتها من منتجات الألبان واللحوم والخضروات المصنعة إلى السوق الروسية، في إطار خطة لتقليص الواردات من الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوراسي وتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي الإقليمي.
وخلال الاجتماعات الوزارية الأخيرة بين موسكو ومينسك، ناقش الجانبان رفع مستوى التكامل الزراعي من خلال الاستثمار في مشروعات البنية التحتية الخاصة بالنقل والتخزين وسلاسل التوريد، وتوحيد معايير الجودة الغذائية، بالإضافة إلى إطلاق مبادرات مشتركة في مجالات التكنولوجيا الزراعية والابتكار والبحث العلمي، بما يسهم في رفع الكفاءة الإنتاجية وتحسين تنافسية المنتجات الزراعية في الأسواق الدولية.
ويرى محللون أن هذا الارتفاع في التبادل الزراعي يعكس انتقال التعاون الروسي البيلاروسي إلى مرحلة أكثر عمقًا، تتجاوز العلاقات التجارية إلى شراكة إنتاجية متكاملة تسعى لتقليل التأثر بالتقلبات الخارجية وتعزيز استقلالية القرار الاقتصادي. كما يمثل هذا الاتجاه استجابة مباشرة لسياسات العزل الاقتصادي التي فرضتها العقوبات الغربية على موسكو، والتي دفعتها إلى بناء شبكات تجارية إقليمية قوية تعتمد على التعاون داخل التكتلات الاقتصادية الصاعدة مثل الاتحاد الأوراسي ومجموعة "بريكس".
ويُعد قطاع الزراعة من أبرز المجالات التي تشهد نموًا مستدامًا في العلاقات الروسية البيلاروسية، إذ يعمل البلدان على توسيع مشروعات الأمن الغذائي المشترك وتبادل الخبرات الفنية في مجالات التصنيع الزراعي وتطوير منظومات الري الحديثة والطاقة الحيوية. كما يسعى الجانبان إلى تحسين النفاذ إلى الأسواق الدولية عبر تنويع منافذ التصدير وتطوير البنية اللوجستية للمنتجات الزراعية.
ويؤكد خبراء الاقتصاد أن نجاح روسيا وبيلاروس في تحقيق هذا النمو المزدوج يعكس قدرة الاقتصادين على التكيف والتكامل في ظل التحديات العالمية، وأن النمو بنسبة 22% في التبادل الزراعي يعد خطوة مهمة نحو ترسيخ مفهوم التكامل الاقتصادي داخل الاتحاد الأوراسي، وتطوير نموذج جديد للتعاون الزراعي الإقليمي يعتمد على الإنتاج المشترك والاكتفاء الذاتي الغذائي طويل الأمد.
