أرباح سامسونج تقفز 21% مدفوعة بانتعاش قطاع الشرائح الإلكترونية والذكاء الاصطناعي
أعلنت شركة سامسونج للإلكترونيات الكورية الجنوبية، اليوم الخميس، تحقيق زيادة قوية في صافي أرباحها بنسبة 21% خلال الربع الثالث من عام 2025، لتصل إلى 12.22 تريليون وون كوري (ما يعادل 8.6 مليارات دولار أمريكي) مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقًا لبيان تنظيمي نقلته وكالة الأنباء الكورية يونهاب.
وأوضحت الشركة أن هذه النتائج جاءت مدفوعة بـ انتعاش قوي في قطاع أشباه الموصلات، لاسيما مع الطلب المتزايد على رقائق الذاكرة المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتقنيات الحوسبة السحابية، إلى جانب تحسن أسعار الرقائق في الأسواق العالمية بعد فترة طويلة من التراجع.
وأشارت "سامسونج" إلى أن إجمالي مبيعاتها ارتفع بنسبة 10% على أساس سنوي ليصل إلى نحو 78.5 تريليون وون، بدعم من الأداء القوي في قطاعات الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية وشاشات العرض، فضلاً عن زيادة الطلب على الهواتف الذكية من الفئة العليا.
ويُعد قطاع الرقائق الإلكترونية العمود الفقري لأرباح الشركة، إذ شهد انتعاشًا ملحوظًا خلال الأشهر الماضية نتيجة توسع شركات التكنولوجيا العالمية في الاستثمار بمراكز البيانات وحلول الذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى ارتفاع أسعار شرائح الذاكرة من نوعي DRAM وNAND.
وأكدت سامسونج أنها تتوقع استمرار الأداء القوي خلال الربع الأخير من العام، مدعومًا بتزايد الطلب على حلول الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الخوادم المتقدمة، رغم استمرار الضغوط الناتجة عن تقلبات الأسواق العالمية وارتفاع تكاليف الطاقة والمواد الخام.
وتعد شركة سامسونج للإلكترونيات أكبر منتج لرقائق الذاكرة والهواتف الذكية في العالم، وتشكل ركيزة أساسية للاقتصاد الكوري الجنوبي، حيث تمثل صادراتها نسبة كبيرة من إجمالي الصادرات الوطنية. وتوظف الشركة عشرات الآلاف من العاملين، وتُعد من أبرز المستثمرين في البحث والتطوير بمجال التقنيات المتقدمة عالميًا.
ويرى محللون ماليون أن نتائج سامسونج تعكس تحولًا هيكليًا في دورة قطاع أشباه الموصلات نحو التعافي التدريجي بعد فترة من الانكماش الحاد الذي ضرب السوق في عامي 2023 و2024.
وأشاروا إلى أن استمرار الطلب المتزايد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل "تشات جي بي تي" وغيرها، سيظل عاملاً حاسمًا في دعم نمو أرباح الشركات التكنولوجية الكبرى خلال العامين المقبلين، متوقعين أن تحتفظ سامسونج بموقعها الريادي في السوق بفضل استثماراتها المتقدمة في إنتاج رقائق الذاكرة عالية الكثافة.
وتأتي نتائج سامسونج الإيجابية بعد أسبوع واحد من إعلان شركة "هيونداي موتور" عن تراجع أرباحها بنسبة 29%، ما يعكس تباين الأداء داخل الاقتصاد الكوري الجنوبي بين القطاعات الصناعية والتكنولوجية، وسط تحديات التجارة الدولية والرسوم الأمريكية الجديدة.
وتؤكد هذه النتائج أن قطاع التكنولوجيا الكوري الجنوبي لا يزال قادرًا على الصمود في وجه الضغوط الخارجية، بفضل قدرته على الابتكار وتبني التوجهات العالمية الجديدة في مجال الذكاء الاصطناعي والرقمنة الصناعية.
