مصر تنضم رسميًا إلى برنامج «أفق أوروبا» لتعزيز التعاون البحثي والابتكاري مع الاتحاد الأوروبي
أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي انضمام مصر رسميًا إلى برنامج "أفق أوروبا" (Horizon Europe)، البرنامج الرئيسي للاتحاد الأوروبي لتمويل البحث العلمي والابتكار، وذلك في خطوة استراتيجية تُعزز التعاون الدولي في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وتفتح آفاقًا جديدة أمام الباحثين والمؤسسات المصرية للمشاركة في المشاريع البحثية الرائدة عالميًا.
ويُعد برنامج «أفق أوروبا» أكبر برنامج أوروبي مخصص لدعم وتمويل الأبحاث والابتكار خلال الفترة من 2021 إلى 2027، بميزانية تُقدر بنحو 93.5 مليار يورو، ويضم 21 دولة مشاركة، ويهدف إلى مواجهة تغير المناخ، ودعم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وتعزيز التنافسية والنمو الاقتصادي داخل الاتحاد الأوروبي وشركائه الدوليين.
ومن خلال انضمامها إلى البرنامج، تصبح مصر أول دولة عربية وإفريقية تحصل على إمكانية الوصول الكامل إلى جميع مكونات البرنامج بشروط مماثلة لتلك المطبقة على دول الاتحاد الأوروبي الأعضاء، ما يتيح للباحثين والجامعات والمبتكرين المصريين قيادة مشروعات بحثية مشتركة والمشاركة في أبحاث علمية متقدمة ذات تأثير عالمي.
ويمنح الانضمام لمصر فرصة لتعزيز الإصلاحات البحثية الوطنية وبناء القدرات المؤسسية للجامعات ومراكز البحث العلمي، إلى جانب تمكين الباحثين المصريين من الحصول على تمويل أوروبي مباشر للمشروعات العلمية المبتكرة، بما ينعكس إيجابًا على منظومة البحث العلمي في البلاد، ويرسخ مكانة مصر كشريك موثوق في الأبحاث الدولية.
وأكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن هذه الخطوة تأتي تتويجًا لجهود التعاون البحثي الناجح بين مصر والاتحاد الأوروبي خلال السنوات الماضية، حيث شاركت المؤسسات المصرية في العديد من المبادرات العلمية ضمن برنامج «أفق 2020» السابق، وحققت إنجازات ملموسة في مجالات الطاقة النظيفة، والتحول الرقمي، والزراعة الذكية، والصحة العامة.
كما يُمثل انضمام مصر إلى البرنامج دفعة قوية لتحقيق رؤية مصر 2030، من خلال دعم التحول نحو اقتصاد المعرفة وتعزيز الابتكار الوطني، بما يسهم في تحسين تنافسية القطاعات الإنتاجية والصناعية، وتحفيز الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة والبحث العلمي التطبيقي.
ومن المتوقع أن يُسهم البرنامج في توسيع فرص الشراكات البحثية بين الجامعات المصرية والأوروبية، وتشجيع نقل التكنولوجيا والمعرفة، وتبادل الخبرات بين العلماء والباحثين، إضافة إلى إتاحة فرص تدريب متقدمة للكوادر البحثية الشابة في مصر ضمن مشروعات الاتحاد الأوروبي.
ويُذكر أن انضمام مصر إلى «أفق أوروبا» جاء عقب مفاوضات ناجحة بين الجهات المصرية المعنية والاتحاد الأوروبي، استهدفت دعم التكامل في مجالات الابتكار، والتعليم العالي، والبحث العلمي، بما يعزز مكانة مصر الإقليمية كمركز علمي وبحثي في الشرق الأوسط وإفريقيا.
