ارتفاع أم تصحيح؟.. أسبوع حاسم للذهب لهذه الأسباب
يشهد أسعار الذهب أسبوعا حاسما حيث تتجه إليه أنظار المستثمرين حول العالم، وسط حالة من الترقب لما يمكن أن تشهده الأسواق من تقلبات حادة بين الارتفاع والتصحيح، ويعتبر هذا الأسبوع حاسم للذهب بسبب العديد من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية العالمية، والتي قد تحدد مساره خلال الأسابيع المقبلة.
فيما يلي نوضح كيف يعتبر هذا الأسبوع حاسم للذهب:
بيانات التضخم الأمريكية تشعل الأسواق
مع صدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة، والتي أظهرت ارتفاع المعدلات السنوية خلال سبتمبر الماضي إلى 3% مقابل 2.9% في أغسطس، وتعد هذه البيانات الاقتصادية الرسمية الوحيدة المسموح بإصدارها أثناء الإغلاق الحكومي الجاري في واشنطن، ما منحها ثقلاً إضافياً في التأثير على قرارات الأسواق العالمية، خاصة سوق الذهب.
ويعيد هذا الارتفاع الطفيف في التضخم الجدل من جديد حول توجهات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في اجتماعه المرتقب خلال غدا الأربعاء، والذي يراه كثيرون مفصلياً في رسم خريطة أسعار الفائدة للأشهر القادمة.

مباحثات أمريكية–صينية على طاولة الذهب
ويترقب العالم اللقاء المرتقب يوم الجمعة المقبل بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جينبينج، على هامش قمة التعاون الاقتصادي، ومن المتوقع أن تناقش المباحثات ملفات حساسة أبرزها التوترات التجارية والقيود المفروضة على بعض المنتجات التكنولوجية.
وتعد أي تهدئة بين واشنطن وبكين ستضغط على أسعار الذهب وتدفعها للهبوط، بينما تصاعد التوترات سيعزز الإقبال على المعدن كملاذ آمن.
تراجعات حادة ومخاوف من تصحيح قوي
الذهب شهد خلال الأيام الماضية تراجعات قوية بلغت نحو 6% بعدما اقتربت الأسعار من مستوى 4040 دولارا للأوقية، ويتوقع بعض المحللين استمرار التصحيح حتى مستوى 3040 دولارا على المدى القصير، خاصة مع عمليات جني الأرباح بعد الارتفاعات القياسية الأخيرة.
ورغم ذلك، فإن استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي لليوم الرابع والعشرين على التوالي وهو ثاني أطول إغلاق في التاريخ الأمريكي بعد الإغلاق الذي وقع في الولاية الأولى لترامب قد يمنح الذهب دفعة صعودية جديدة نتيجة تزايد الشكوك حول استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية في واشنطن.
مخاوف من هلع الشراء والبيع
ويري خبراء أن الطوابير الطويلة أمام محلات الذهب في دول عديدة الأيام الماضية وتسابق الأفراد على شراء الذهب خوفاً من ارتفاعات أكبر، كان أحد أسباب تراجع الذهب وحذروا من حالة هلع استثماري قد تنتهي بعمليات بيع جماعية عند أول تراجع حاد للأسعار، في المقابل يظل شراء البنوك المركزية للذهب بشكل منتظم عاملا داعما للأسعار ويحدّ من مخاطر الانهيار، خاصة في ظل محاولات تلك البنوك تنويع احتياطياتها بعيداً عن الدولار الأمريكي.
توقعات المؤسسات الدولية للذهب
ورغم موجة التراجعات الحالية، تبقى توقعات المؤسسات الدولية على المدى البعيد إيجابية للغاية إذ تتوقع مؤسسة HSBC أن يصل سعر الذهب إلى 5000 دولار للأوقية بحلول عام 2026، فيما يرى جيري مورغان أن المعدن الأصفر قد يقفز إلى 6000 دولار بحلول 2028، مدفوعاً بتباطؤ النمو العالمي، وتزايد التوترات الجيوسياسية، واستمرار الطلب من البنوك المركزية والمستثمرين الأفراد.


