ارتفاع القدرة الإنتاجية للصناعات الطبية في الأردن إلى 2.5 مليار دولار سنويا
يعد قطاع الصناعات الطبية في الأردن من أبرز دعائم الاقتصاد الوطني، وأكثرها قدرة على الصمود في مختلف الظروف، إذ تصل قدرته الإنتاجية إلى نحو 1.6 مليار دينار سنوياً (2.5 مليار دولار)، ليشكل بذلك صمام أمان للقطاع الصحي والاقتصادي على حد سواء.
ويتميز هذا القطاع بتنوع منتجاته التي تشمل: الأدوية البشرية والبيطرية، والمستحضرات والمطهرات الطبية، ومستلزمات الأسنان، والكواشف المخبرية، والأجهزة والمواد الطبية متعددة الاستخدامات، والمكملات الغذائية، ما يجعله أحد أكثر القطاعات الصناعية شمولا وتنوعا في المملكة.
القطاعات الصناعية الإستراتيجية في الأردن
وأوضح ممثل القطاع في غرفة صناعة الأردن الدكتور فادي الأطرش أن الصناعات العلاجية والطبية تُعد من القطاعات الصناعية الإستراتيجية في البلاد، لما لها من دور بارز في دعم الاقتصاد الوطني، وتوفير فرص عمل مستدامة، إلى جانب ارتباطها الوثيق بقطاعات الرعاية الصحية والإمدادات الطبية.
وأكد الأطرش في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية «بترا» أن القطاع كثيف رأس المال والتكنولوجيا، ويعتمد على كوادر علمية عالية الكفاءة من الكيميائيين والبيولوجيين والفنيين، وهو ما يعزز قدرته التنافسية إقليميًا ودولياً. كما يسهم هذا القطاع في دعم الصادرات الوطنية بفضل جودة منتجاته ومطابقتها لأعلى المعايير العالمية.
151 منشأة صناعية
ويضم القطاع نحو 151 منشأة صناعية منتشرة في مختلف محافظات الأردن، وينقسم إلى 3 فروع رئيسة: الأدوية البشرية، والأدوية البيطرية، والمستلزمات الطبية.
ويُعد القطاع من أكبر الأنشطة الاقتصادية خلقاً للقيمة المضافة، حيث تبلغ نسبة القيمة المضافة 51% من إجمالي الإنتاج، ويساهم بما يقارب 3% من الناتج المحلي الإجمالي، وبنحو 11% من إجمالي إنتاج الصناعات التحويلية.
كما يُعد القطاع من أكثر القطاعات تشغيلاً للأيدي العاملة، إذ يوفر ما يقارب 10 آلاف فرصة عمل، 95% منها للعمالة المحلية، وتشكل النساء 35% من العاملين فيه، وهي من أعلى نسب المشاركة النسائية في القطاعات الصناعية الأردنية.
وفيما يتعلق بالصادرات، أشار الأطرش إلى أن القطاع حقق 612 مليون دينار صادرات خلال العام الماضي، بنسبة نمو بلغت 15% مقارنة بالسنوات السابقة، فيما سجلت الصادرات 353 مليون دينار منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية يوليو، بزيادة قدرها 7%.
وتصل صادرات الأردن من الصناعات العلاجية والطبية إلى نحو 80 سوقاً عالمياً، أبرزها: السعودية، والعراق، والجزائر، والإمارات، والولايات المتحدة الأميركية، والتي تستحوذ مجتمعة على 71% من إجمالي الصادرات.
تحديث اقتصادي
وأوضح الأطرش أن رؤية التحديث الاقتصادي صنّفت الصناعات الدوائية ضمن القطاعات عالية القيمة، واضعة مستهدفات طموحة للسنوات العشر المقبلة، بهدف تحويل الأردن إلى مركز إقليمي للمنتجات الدوائية.
وتشمل هذه المستهدفات رفع الصادرات إلى أكثر من 2.1 مليار دينار بحلول العام 2033، وزيادة القيمة المضافة إلى 1.7 مليار دينار، ورفع عدد العاملين إلى 16 ألف عامل، وجذب استثمارات بقيمة 1.1 مليار دينار عبر 11 مبادرة إستراتيجية.
وأكد الأطرش أهمية الدور المحوري الذي تقوم به المؤسسة العامة للغذاء والدواء في دعم وتطوير الصناعات الدوائية، من خلال تحديث التشريعات وتطبيق أنظمة رقابة متطورة أسهمت في تعزيز جودة المنتج الأردني ورفع مكانته على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
