باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
الثلاثاء 21 أكتوبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
اقتصاد مصر

البيع بالمزاد مش بالكيلو وكل بيت عنده شجرة.. حكاية إمبراطورية التوت في قلب مصر

الثلاثاء 21/أكتوبر/2025 - 03:30 ص
شجرة التوت
شجرة التوت

في قرية مصرية بسيطة قلبت الموازين وخلت بيع التوت فيها بالمزاد بدل الكيلو!
وكل سنة مع أول ضوء للفجر، الطرق بتتملي بالمزارعين والسماسرة، والكل بيستعد لواحد من أغرب وأجمل المواسم في الريف المصري.

المكان ده هو قرية صُرد في مركز قطور بالغربية، اللي الناس بيسموها "مملكة التوت"، لأن مفيش قرية تانية في مصر بتنتج الكمية والنوعية اللي بتطلع منها.

من أول أذان الفجر، الدنيا بتبدأ تتحرك على ضفاف ترعة القاصد.

كل الفلاحين بيبدأوا يفرشوا البلاستيك تحت شجر التوت، واللي عنده لياقة يطلع فوق الشجر يهز الأغصان بيعمل كده، علشان التوت ينزل زي المطر.
وتحت الشجر، هتلاقي الستات والأطفال بيجمعوا الحبات في أواني كبيرة، وبعدها بيروحوا على سوق القنطرة، اللي بيعتبر مركز البيع اليومي.

في السوق، هتلاقي المشهد كله حياة .. أصوات، ضحك، مزايدات، وريحة التوت مالية الجو.

قدام الجمعية الزراعية، الفلاحين بيوقفوا بأواني ضخمة فيها المحصول اللي جمعوه والسماسرة بيبدأوا المزاد:
"أنا 13!"
"أنا 14!"
"أنا 14 ونص!"
لحد ما المزارع يلاقي أعلى سعر لمحصوله، لأن هنا مفيش كيلو وسعر.. هنا البيع بالمزاد.

محمد بلال، واحد من المزارعين، بيحكي إن السوق كله قايم على التقدير.
يعني السمسار بيشوف الكمية ويقول السعر اللي يناسبه، وياخد المحصول علشان يلم أكبر قدر ممكن ويوزعه على التجار في المدن الكبيرة زي القاهرة والإسكندرية.

والموسم في صُرد بيبدأ من نص أبريل مع دخول الربيع، وبيستمر حوالي 20 يوم.

ولو متعرفش خليني اقولك ان قرية صُرد لوحدها فيها أكتر من 5 آلاف شجرة توت من أنواع مختلفة .. يعني هتلاقي البلدي، الأحمر، والأسمر.

وبيطلع من القرية يوميًا حوالي ربع طن توت بيتوزع على المحافظات.

أما أحمد، شاب من القرية، بيبدأ يومه من الفجر، يطلع الشجر بنفسه، ويجمع التوت بمساعدة والدته وأخته.

بيقول: "إحنا متربين على ده.. الموسم ده رزقنا، والتوت بيكفينا طول السنة."

وقال كمان "الرقم اللي بنقوله في المزاد مش سر.. لما أقول 15 يعني 1500 جنيه في المحصول."

أما السماسرة، فبيجوا من كل المحافظات، زي قنا والمنيا، مخصوص علشان موسم صُرد.

يعني كل يوم السوق بينبض بالحياة، والكل بيرجع مبسوط برزقه، لأن المجهود بيتحول لفلوس في نفس اليوم.

ومع زيادة الحرارة في الربيع، الإنتاج بيزيد أكتر، لأن الشمس بتساعد على نضج التوت وسقوطه بسهولة.

وده اللي بيخلي موسم التوت في صُرد مش بس شغل.. لكن فرحة سنوية بيستنوها كل سنة.