مصر بتصنع وقود المستقبل.. إزاي هنقدر نكون مركز عالمي لإنتاج وتصدير الوقود الأخضر؟

مصر بتخطط للعب دور محوري في تأمين الوقود النظيف للسفن، بس هل يا ترى العالم رايح على فين في سباق الطاقة النضيفة؟، وهل مصر فعلا جاهزة تبقى مركز لتزويد السفن بالوقود النضيف؟.. يعني السفن اللي كانت بتتزود بالوقود في أوروبا وآسيا.. ممكن قريب توقف في مصر عشان تشحن طاقة خضرا؟..
في الوقت اللي العالم كله بيجري فيه ورا التحول للطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات، مصر قررت تبقى محور رئيسي في واحدة من أهم الصناعات المستقبلية في العالم، وهي صناعة الوقود النظيف للسفن.. وده مش مجرد كلام، ده شغل فعلي بيحصل دلوقتي جوه المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، المكان اللي بقى فعلاً قلب مصر الصناعي الجديد، واللي الدولة حطاه في خطة استراتيجية عشان تبقى مصر مركز عالمي لإنتاج وتصدير الوقود الأخضر.
العالم كله دلوقتي بيتكلم عن الأمونيا الخضراء والهيدروجين الأخضر، ده الوقود الجديد اللي هيغزو العالم في السنين الجاية، وخصوصا قطاع الشحن البحري اللي بيعتبر واحد من أكتر القطاعات المسببة للانبعاثات.. والسفن الكبيرة اللي بتعدي من قناة السويس مش قليلة، إحنا بنتكلم على حوالي 12% من التجارة العالمية اللي بتمر من عندنا، يعني ببساطة لو مصر وفرت الوقود النظيف ده للسفن، دي هتفتح باب رزق ضخم وهيبقى عندنا مصدر دخل جديد ومهم جدًا.
فيه شغل بيتعمل فعليًا في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس علشان نقدر ننتج الأمونيا الخضراء، اللي هي الوقود الجديد اللي السفن هتحتاجه بدل الوقود التقليدي اللي بيسبب تلوث، والأمونيا دي بتتصنع باستخدام الطاقة المتجددة سواء كانت من الشمس أو من الرياح، يعني المشروع كمان صديق للبيئة من أول خطوة لآخر خطوة، وده مصر بتستعدله كويس جدا وأنها بتجهز كمان مواني وبنية تحتية، وده عشان السفن تتمون بالوقود النظيف بسهولة، وده بيحصل بالتعاون مع شركات عالمية كبيرة عندها خبرة في المجال ده.
الفكرة كلها إن مصر مش عايزة تفضل بس بلد عبور، إحنا رايحين نكون بلد تصنيع وخدمة وتزويد وتصدير، يعني قناة السويس مش بس هتعدي منها السفن، دي كمان هتتزود فيها بالوقود النظيف قبل ما تكمل رحلتها، وده بيدي مصر ميزة تنافسية ضخمة جدا لأن ولا دولة في المنطقة عندها نفس الموقع ولا نفس البنية اللي إحنا بنبنيها دلوقتي.
كمان الشركات المالكة للسفن هتبقى مجبرة تدور على وقود أنضف عشان تدخل مواني العالم، وده معناه أن مصر لو جاهزة، فكل السفن اللي جاية من آسيا ورايحة أوروبا هتتجه لينا طبيعي جدا عشان تتزود بالأمونيا أو الهيدروجين الأخضر.
اللي بيحصل ده مش بس شغل اقتصادي، ده تخطيط استراتيجي بمعنى الكلمة، لأن العالم داخل على مرحلة جديدة والطاقة النظيفة فيها هي الكلمة العليا، ومصر بتحط نفسها في المكان الصح من دلوقتي.. ودايما الدولة بتحاول تسبق الزمن بخطوة، وبتحضر نفسها لسوق هيبقى قيمته تريليونات، ومش بتستنى الفرصة تيجي، دي هي اللي بتخلقها.