34 مليار دولار حجم التبادل التجاري الحالي بين روسيا والدول العربية
أكد رئيس مجلس الأعمال الروسي العربي سيرجي جوركوف، أن حجم التبادل التجاري بين روسيا والدول العربية بلغ نحو 34 مليار دولار خلال العام الجاري، مع إمكانية ارتفاعه إلى 50 مليار دولار خلال الفترة المقبلة، في ظل الزخم المتزايد في التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين.
وقال جوركوف، في تصريحات نقلتها قناة "روسيا اليوم"، اليوم السبت، إن العلاقات الاقتصادية الروسية العربية تشهد مرحلة توسع نوعي، مدعومة بمصالح مشتركة في مجالات الطاقة والزراعة والتكنولوجيا والتمويل والاستثمار. وأضاف أن العديد من الدول العربية أصبحت من أبرز الشركاء التجاريين لروسيا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في ضوء رغبة الجانبين في بناء نظام اقتصادي أكثر توازنًا واستقلالًا عن الضغوط السياسية والتقلبات الدولية.
وأشار إلى أن المجلس الروسي العربي يعمل على تنسيق الجهود لزيادة حجم التبادل التجاري وتعزيز الاستثمارات المتبادلة، خاصة في قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات والأغذية والزراعة. كما يجري العمل على دعم مبادرات جديدة للتعاون في مجال التكنولوجيا الحيوية والأمن الغذائي، بما يتماشى مع الأولويات التنموية للدول العربية وروسيا على حد سواء.
وأوضح جوركوف أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة كبيرة في عدد المشروعات المشتركة، خصوصًا بعد تطور العلاقات الاقتصادية بين روسيا ودول الخليج، ومصر، والجزائر، والمغرب. وأشار إلى أن بعض الدول العربية أصبحت وجهة رئيسية للمنتجات الروسية من الحبوب والأسمدة والمعادن، في حين تستورد روسيا من الدول العربية منتجات غذائية ومواد خام وبتروكيماويات.
وأكد رئيس مجلس الأعمال الروسي العربي أن التكتلات الإقليمية، مثل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، تسعى لتعزيز حضورها في الأسواق العربية عبر اتفاقيات للتجارة الحرة وتسهيلات جمركية، مشيرًا إلى أن الأسواق العربية تمثل أحد المحاور الاستراتيجية للسياسة الاقتصادية الروسية في العقد المقبل.
وفي السياق ذاته، أوضح أن المجلس يعمل حاليًا على إعداد استراتيجية للتعاون الاقتصادي الممتد حتى عام 2030، تشمل مشروعات في مجالات النقل البحري، واللوجستيات، والتكنولوجيا المتقدمة، والطاقة المتجددة، مضيفًا أن روسيا تمتلك قدرات كبيرة في تطوير البنية التحتية والتكنولوجيا الصناعية يمكن أن تسهم في دفع النمو الاقتصادي في المنطقة العربية.
كما أشار إلى أن الظروف العالمية الراهنة، بما في ذلك التغيرات الجيوسياسية والتحديات التي تواجه سلاسل الإمداد، تؤكد أهمية تعزيز الشراكات الاقتصادية القائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل بين الدول.
واختتم جوركوف تصريحاته بالتأكيد على أن التعاون الروسي العربي لا يقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب، بل يمتد إلى مجالات التعليم والثقافة والتبادل العلمي، في إطار مسعى متكامل لبناء علاقات استراتيجية طويلة الأمد، مؤكدًا أن المنتدى الاقتصادي العربي الروسي المقرر عقده العام المقبل في موسكو سيكون منصة مهمة لدفع هذا التعاون إلى مستويات غير مسبوقة.
