مصر تتخلص من كابوس مرعب بفكرة “خارج الصندوق”.. ازاي الحكومة بتحوّل عبء الدين لفرص استثمارية؟

هو إزاي دولة ممكن تحول ديونها اللي المفروض بتتسدد نقدي… لمشروعات حقيقية على الأرض؟ ,يعني إيه أصلاً "مبادلة ديون"؟ وليه بنسمع دلوقتي إن مصر بتتوسع فيها وبتعمل اتفاقات جديدة مع أوروبا؟ وإيه فايدة القصة دي للاقتصاد؟ هل ديون مصر بتختفي كده ببساطة… ولا فيه حكاية أكبر ورا الموضوع ده؟
مبادلة الديون هي نوع من "الاتفاق الذكي" بين مصر والدول اللي ليها ديون علينا.. بدل ما مصر تدفع الفلوس نقدي بيتم الاتفاق إنها تستخدم نفس القيمة دي في تمويل مشروعات تنموية أو استثمارية داخل البلد.. يعني مثلاً لو مصر عليها ديون بمبلغ معين لدولة زي ألمانيا ممكن يحصل اتفاق إن الفلوس دي تروح لمشروع معين زي تطوير التعليم الفني أو دعم الطاقة النظيفة أو مشروعات المياه.. وفي المقابل الدولة الدائنة تعتبر الدين ده "اتسدد" جزئياً أو كلياً… بس بشكل يخدم التنمية بدل ما الفلوس تخرج بره البلد.
اللي بيحصل هنا إنك بدل ما تدفع دين بتستثمر نفس المبلغ في مشروع ينفعك على المدى الطويل.. وده اللي خلى وزيرة التخطيط رانيا المشاط تقول إن "مبادلة الديون وسيلة لإدارة الالتزامات وكمان وسيلة لخلق مساحة مالية جديدة تساعد الدولة تموّل بيها أولوياتها.
وده مش اتفاق واحد وخلاص.. مصر عندها تاريخ طويل مع النوع ده من الاتفاقات… ومن التسعينات وإحنا شغالين على مبادلات ديون مع شركاء كبار زي ألمانيا وإيطاليا، وقيمة الاتفاقات اللي اتعملت لحد دلوقتي بتقارب المليار دولار.

النهارده الحكومة المصرية بتستعد لاتفاق جديد قبل نهاية السنة مع شركاء أوروبيين، وكمان في اتفاقات تانية تحت الإعداد للعام الجاي.
الجميل في مبادلة الديون إن فيها "فايدة مزدوجة".. الطرف الأول، اللي هو مصر، بيقلل الضغط على موازنتها وبيحافظ على سيولتها.. والطرف التاني، اللي هو الدولة أو الجهة المانحة، فبتضمن إن الفلوس بتروح لمشروعات تنموية حقيقية بدل ما تفضل أرقام على الورق.
كمان ده بيخلّي التعاون بين الدول ياخد شكل عملي أكتر وبيظهر قد إيه الأهداف الوطنية المصرية ماشية في نفس الاتجاه مع الأهداف الدولية للتنمية المستدامة.
يعني مثلاً لما مصر تعمل مبادلة ديون مع ألمانيا في مجال التعليم الفني فده بيخدم خطط مصر في تطوير العمالة وتحديث الصناعة.. ولما تبقى المبادلة في الطاقة المتجددة، فده بيدعم توجه الدولة نحو الاقتصاد الأخضر اللي العالم كله بيتكلم عنه دلوقتي.
وده جزء من الصورة الأكبر اللي الدولة شغالة عليها وهي التحول الاقتصادي المستدام.. مش بس إنك تسدد ديون، لكن كمان تحولها لمصدر دعم للنمو والتشغيل والإنتاج.
الوزيرة كمان لمّحت إن نوعية الاتفاق الجديد اللي بيتجهز ممكن تشمل مبادلة ديون “عالية التكلفة” بأخرى “أقل تكلفة”.. وده معناه ببساطة إنك بتخفف عبء الدين وفي نفس الوقت بتوفر فرق الفايدة علشان تصرفه في مشروعات جديدة.
ولو بصينا للصورة العامة هنلاقي إن دي واحدة من الأدوات اللي الحكومة بتستخدمها علشان تحافظ على استقرار الاقتصاد وسط الظروف العالمية الصعبة.
زي انخفاض حركة التجارة في قناة السويس مؤخرًا بسبب الأزمات الإقليمية، اللي أثرت شوية على الإيرادات.