مؤشر الدولار يتجه نحو أكبر تراجع أسبوعي له منذ ما يقرب من 3 أشهر
يشهد الدولار الأمريكي ضغوطًا متزايدة في الأسواق العالمية خلال تعاملات اليوم الجمعة، متجهًا نحو تسجيل أكبر خسارة أسبوعية له منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، في ظل تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين واستمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، وهو ما فاقم من حالة الغموض بشأن مستقبل السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
ووفقًا لبيانات التداول الصادرة صباح اليوم، استقر مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من العملات الرئيسية، عند مستوى 98.23 نقطة دون تغير يُذكر، لكنه ظل على مسار تراجع أسبوعي بنسبة 0.6%، وهو الانخفاض الأكبر خلال خمسة أيام منذ أواخر يوليو الماضي.
ضغوط من التوترات التجارية والإغلاق الحكومي
تأتي هذه الخسائر في وقت تواجه فيه الأسواق العالمية مزيجًا من العوامل السلبية، أبرزها تصاعد الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بعدما اتهمت بكين واشنطن بإثارة "الذعر الاقتصادي" عبر فرض قيود جديدة على صادرات المعادن النادرة، ورفضت التراجع عن تلك الإجراءات رغم دعوات البيت الأبيض.
كما ساهم الإغلاق الحكومي الأمريكي الممتد في تعطيل نشر بيانات اقتصادية رئيسية، ما صعّب على المستثمرين تقييم الوضع الاقتصادي الحقيقي، وزاد من التوقعات بأن يقدم الاحتياطي الفيدرالي على خفض جديد لأسعار الفائدة في اجتماعه المقبل، خاصة مع تباطؤ النمو وتراجع إنفاق الأسر ذات الدخل المتوسط والمنخفض.
وقال ديلين وو، استراتيجي الأبحاث في شركة "بيبرستون"، إن "المخاوف المتزايدة بشأن استقلالية مجلس الاحتياطي الفيدرالي والإغلاق الحكومي تجعل العملة الأمريكية عرضة لعمليات التحوط ضد انخفاض القيمة"، مشيرًا إلى أن المستثمرين يتجهون نحو الذهب والعملات الرقمية كملاذات بديلة في مواجهة التقلبات.
تحركات العملات الرئيسية
في المقابل، ارتفع الين الياباني بنسبة 0.2% ليسجل 150.12 مقابل الدولار، محتفظًا بمكاسبه بعد تصريحات محافظ بنك اليابان كازو أويدا، الذي أكد استعداد البنك لرفع أسعار الفائدة إذا تحققت التوقعات الخاصة بالنمو والتضخم خلال الفترة المقبلة. ومن المقرر أن يتحدث نائبه شينيتشي أوتشيدا لاحقًا اليوم لبحث السياسات النقدية المقبلة.
أما اليورو، فقد ارتفع بنسبة 0.1% ليصل إلى 1.1701 دولار، بينما صعد الجنيه الإسترليني بالنسبة ذاتها إلى 1.3446 دولار، مسجلًا أعلى مستوى له في أكثر من أسبوع أمام الدولار الأمريكي، مدعومًا بتراجع العملة الخضراء ومؤشرات الاستقرار في سوق العمل البريطاني.
توقعات بخفض جديد للفائدة الأمريكية
على صعيد السياسة النقدية، قال عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر إنه يدعم خفضًا جديدًا للفائدة خلال اجتماع البنك المركزي الأمريكي المقبل، في ظل تراجع بيانات سوق العمل وتباطؤ معدلات التوظيف.
وأكد ستيفن ميران، المستشار الاقتصادي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأحد أعضاء مجلس الاحتياطي، أن هناك حاجة إلى خفض أكثر جرأة للفائدة مقارنة بالمستوى الذي يفضله بعض زملائه، مشيرًا إلى أن هدف المرحلة المقبلة هو دعم النشاط الاقتصادي وتحفيز الأسواق المالية.
وأظهر تقرير الاحتياطي الفيدرالي المعروف باسم "البيج بوك" إشارات محدودة على دعم أسعار الفائدة، مؤكدًا تزايد معدلات تسريح العمال وتراجع الإنفاق الاستهلاكي، ما يعزز مخاوف الركود خلال الربع الأخير من العام الجاري.
العملات الرقمية تتحرك في الاتجاه المعاكس
وفي أسواق العملات الرقمية، ارتفع سعر البيتكوين بنسبة 0.6% ليصل إلى 108,534 دولارًا، بينما صعد الإيثر بنسبة 1.8% إلى 3,919 دولارًا، في ظل إقبال المستثمرين على الأصول الرقمية كبديل آمن وسط ضعف الدولار وتقلبات أسواق السندات.
ويرى محللون أن استمرار ضعف العملة الأمريكية سيعتمد على مسار الفائدة خلال الأسابيع المقبلة، بالإضافة إلى نتائج التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، واحتمال انتهاء الإغلاق الحكومي الذي يضغط على الاقتصاد الأكبر في العالم.
