نستله تعلن عن خطة لإلغاء 16 ألف وظيفة عالميًا خلال العامين المقبلين
أعلنت شركة "نستله" السويسرية، أكبر شركة للأغذية المعبأة في العالم، عن خطة لإلغاء نحو 16 ألف وظيفة على مستوى العالم خلال العامين المقبلين، في إطار إعادة هيكلة شاملة تهدف إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية وتقليل التكاليف وسط تحديات اقتصادية عالمية متزايدة.
وذكرت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية أن القرار يأتي في ظل تباطؤ الطلب في العديد من الأسواق الرئيسية، وارتفاع تكاليف المواد الخام والطاقة والنقل، مما أثر على هوامش أرباح الشركة التي تمتلك علامات تجارية عالمية مثل "نسكافيه" و"كيت كات" و"ماجي".
وأوضح المتحدث باسم "نستله" أن عملية خفض الوظائف ستشمل جميع المناطق الجغرافية تقريبًا، مع تركيز أكبر في الإدارات الإدارية وسلاسل الإمداد والعمليات غير الأساسية، مضيفًا أن الشركة ستسعى لتقليل الأثر الاجتماعي عبر برامج دعم وإعادة تأهيل للموظفين المتأثرين.
وأشار المتحدث إلى أن الخطة الجديدة تأتي ضمن "برنامج التحول الرقمي" الذي تتبناه الشركة منذ العام الماضي، والذي يهدف إلى تحسين الإنتاجية باستخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة في تحليل سلوك المستهلك وتوزيع المنتجات، مع الحفاظ على الجودة والمعايير البيئية.
وأكدت الشركة أن قرارها لا يعني تراجعًا عن التوسع في الأسواق الناشئة، بل ستركز على إعادة توجيه استثماراتها نحو القطاعات الأسرع نموًا، مثل الأغذية الصحية والمستدامة، ومنتجات الألبان البديلة، والمشروبات منخفضة السكر، التي تشهد طلبًا متزايدًا عالميًا.
وفي بيان رسمي، قالت "نستله" إن إعادة الهيكلة ستساعدها في تحقيق وفورات سنوية تتجاوز 2.5 مليار فرنك سويسري بحلول عام 2027، مما يمنحها مرونة أكبر للتعامل مع التحديات الاقتصادية والتجارية، وخاصة تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية الأخيرة على الصادرات الأوروبية.
وتوقّع محللون أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز ربحية الشركة على المدى المتوسط، لكنها قد تثير موجة من الانتقادات النقابية في أوروبا حيث تُعد "نستله" من أكبر أرباب العمل في قطاع الأغذية، وتشغل أكثر من 270 ألف موظف حول العالم.
يذكر أن "نستله" تواجه منافسة متزايدة من شركات ناشئة تركّز على الأغذية النباتية والمستدامة، وهو ما دفعها إلى تبني استراتيجية أكثر مرونة تستهدف تطوير محفظة منتجاتها بما يتناسب مع التغيرات السريعة في سلوك المستهلكين بعد جائحة كورونا.
