الأسهم الأوروبية ترتفع وسط ترقب الأسواق لتطورات النزاع التجاري بين واشنطن وبكين
سجلت مؤشرات الأسهم الأوروبية ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الاثنين، في ظل متابعة المستثمرين عن كثب للتطورات الجديدة المتعلقة بالنزاع التجاري المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين، وسط آمال في تهدئة التوترات عقب التصريحات الأخيرة الصادرة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي ألمح فيها إلى إمكانية استئناف الحوار التجاري بين البلدين خلال الفترة المقبلة.
وأوضحت تقارير مالية في بروكسل أن مؤشرات الأسهم الرئيسية في أوروبا افتتحت جلسة التداول على ارتفاع، حيث صعد مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة تجاوزت 0.7% مدعومًا بمكاسب أسهم قطاعات التكنولوجيا والصناعة والطاقة، بينما ارتفع مؤشر داكس الألماني بنحو 0.9%، ومؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 0.6%، كما صعد مؤشر فوتسي 100 البريطاني بنحو 0.5%.
ويُرجع محللون هذا الارتفاع إلى تزايد شهية المخاطرة لدى المستثمرين بعد بوادر انفراج نسبي في الأزمة التجارية التي ألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي لعدة أشهر، حيث دفعت التصريحات الأمريكية الأخيرة الأسواق إلى التفاؤل بإمكانية التوصل إلى تفاهمات جديدة بين أكبر اقتصادين في العالم.
وأشار مراقبون إلى أن تصريحات التهدئة من واشنطن ساهمت في دعم المعنويات داخل الأسواق الأوروبية، بعد أسابيع من التوتر نتيجة الإجراءات الجمركية المتبادلة بين البلدين والتي أثرت على حركة التجارة الدولية وسلاسل الإمداد العالمية. كما ساعدت البيانات الاقتصادية الإيجابية الصادرة مؤخرًا من منطقة اليورو — وخاصة تحسن مؤشرات الإنتاج الصناعي في ألمانيا — في تعزيز أداء الأسهم.
من جانبه، أوضح عدد من المحللين أن المستثمرين لا يزالون يتعاملون بحذر مع الملف التجاري، نظرًا لعدم وجود اتفاق فعلي حتى الآن، مؤكدين أن أي تصريحات متناقضة من الجانبين قد تعيد الأسواق إلى مسار التذبذب من جديد. كما توقعوا استمرار الارتفاعات في المدى القصير حال استمرت الإشارات الإيجابية بشأن استئناف المفاوضات التجارية.
وفي المقابل، شهدت أسواق السلع ارتفاعًا في أسعار النفط والذهب نتيجة تراجع الدولار الأمريكي، بينما واصلت عوائد السندات الأوروبية استقرارها عند مستويات منخفضة مع تزايد التوقعات ببقاء السياسات النقدية التيسيرية لدى البنك المركزي الأوروبي لفترة أطول، دعمًا للنمو الاقتصادي في المنطقة.
ويرى خبراء الأسواق أن هذا التحسن في أداء الأسهم الأوروبية يعكس تفاؤلًا حذرًا بشأن المسار المستقبلي للتجارة العالمية، مؤكدين أن أوروبا تسعى إلى الاستفادة من أي تهدئة بين واشنطن وبكين لما لذلك من تأثير مباشر على الطلب العالمي والتجارة الخارجية لدول الاتحاد الأوروبي.
