روبرت كيوساكي: الفضة تتجه إلى صعود تاريخي وقد تصل إلى 75 دولارًا للأوقية

دعا الكاتب ورجل الأعمال الأمريكي روبرت كيوساكي، مؤلف الكتاب الشهير «الأب الغني الأب الفقير» (Rich Dad Poor Dad)، المستثمرين إلى الإسراع في شراء الفضة، متوقعًا أن يشهد المعدن الثمين موجة ارتفاع قوية قد تدفعه لتسجيل مستويات قياسية جديدة تصل إلى 75 دولارًا للأوقية خلال الفترة المقبلة.
وفي منشور عبر حسابه على منصة «إكس» (تويتر سابقًا)، قال كيوساكي: «أوقية الفضة تجاوزت الـ50 دولارًا، فهل يصبح 75 دولارًا الهدف التالي؟»، مشيرًا إلى أن الطلب المتزايد على الفضة والإيثريوم يعكس اتجاهًا تصاعديًا متوقعًا في أسعارهما خلال الأشهر القادمة.
وأضاف الكاتب الأمريكي أن الفضة تقترب من أعلى مستوياتها التاريخية، موضحًا أن المعدن في «مرحلة حرجة قد تسبق انطلاقة صعودية تاريخية»، على حد قوله، مؤكدًا أن الوقت الحالي هو الأنسب لشراء الفضة قبل موجة الارتفاع الكبرى.
ويُعد كيوساكي من أبرز المؤيدين للاستثمار في الأصول الحقيقية والملاذات الآمنة، مثل الذهب والفضة والعملات المشفرة، خاصة البيتكوين. وخلال العام الجاري، بدأ أيضًا في دعم الاستثمار في عملة الإيثريوم (Ethereum) باعتبارها أحد الأصول الرقمية القادرة على الاحتفاظ بالقيمة في ظل تزايد الضغوط على النظام النقدي العالمي.
وفي فبراير الماضي، توقّع كيوساكي أن تقفز أسعار الفضة بأكثر من 100% خلال عام 2025، لترتفع من مستويات 35 دولارًا إلى نحو 70 دولارًا للأوقية، مشيرًا إلى أن السوق يعيش حالة من نقص المعروض العالمي بالتزامن مع زيادة الطلب الصناعي والاستثماري.
الفضة في 2025.. أداء استثنائي وعجز متواصل في الإمدادات
أظهرت بيانات السوق أن أسعار الفضة ارتفعت بأكثر من 71% منذ بداية عام 2025، لتسجل حاليًا نحو 50 دولارًا للأوقية، مدعومة بتراجع المعروض واستمرار الطلب القوي من قطاعات التكنولوجيا والطاقة النظيفة وصناعة السيارات الكهربائية.
ووفقًا لتقرير معهد الفضة العالمي (Silver Institute)، فإن العام الجاري يشهد خامس عجز سنوي متتالي في إمدادات الفضة، إذ من المتوقع أن يتجاوز الطلب العالمي العرض بأكثر من 100 مليون أوقية، وهو ما يؤدي إلى تراجع المخزونات العالمية ودفع الأسعار نحو مستويات أعلى.
وأشار المعهد إلى أن التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة يعزز الطلب على الفضة، نظرًا لاستخدامها المكثف في الألواح الشمسية والتقنيات الكهروضوئية، إلى جانب دورها الحيوي في صناعة البطاريات وأشباه الموصلات.
ويرى خبراء أن توجه البنوك المركزية نحو سياسات نقدية متحفظة وتزايد المخاوف من الركود العالمي، يدفع المستثمرين إلى التحوط بالمعادن الثمينة، ما يخلق بيئة داعمة لصعود الفضة خلال الربع الأخير من 2025.
ورغم أن بعض المحللين يحذرون من تصحيحات محتملة بعد الارتفاع السريع للأسعار، فإن الاتجاه العام ما يزال يشير إلى استمرار القوة الدافعة للفضة في ظل استمرار العجز في المعروض وتنامي الطلب الصناعي، إلى جانب توصيات المستثمرين البارزين مثل كيوساكي الذين يرون في الفضة أحد أفضل الأصول للتحوط ضد التضخم والأزمات المالية العالمية.